الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

المولد الشبح - قصة رعب

 


لأصوات في كل مكان تتردد في صحوي وفي منامي..

نفس الأصوات. أصوات المراجيح والطلقات و الألعاب النارية وصياح الأطفال و ... و ...
كل شيء. كل شيء.
هذه الأصوات لم تكفّ في هذه المنطقة بعد الحادثة إياها. حادثة إنفجار المولد و جهة ما أعلنت مسؤوليتها عن القضاء عن وكر البدعة كما زعموا.
بيتنا كان يبعد بضعة دقائق عن مكان المولد ولهذا سمعنا الإنفجار بوضوح تام وقد تضررت النوافذ وتأثرت من الإندفاع.
حادثة راح ضحيتها عشرات الأطفال وعشرات الرجال والنساء!
من وقتها وكل هذه الأصوات تتردد حولنا بإنتظام. في البدء أصابنا الذعر وسرعان ما أعتدنا و أسررنا في نفوسنا أن "أرواحهم بريئة فلن تؤذينا".
عندما نمت سمعت هذه الأصوات, ففتحت عيني كالعادة ونظرت إلى السقف وقرأت الفاتحة ثم أغمضت عيني مرة أخرى وغبت في النوم. عندما إستيقظت في الصباح كانت هذه الأصوات تتردد من بعيد. قمت من السرير وأنا على لهفة بالذهاب إلى عملي حيث سأقضي ساعات بعيدة عن هذه الأصوات.
بعد إنهاء عملي, كمديرة في قسم (اللوجيستيك)) عدت إلى المنزل وتناولت عشائي مع هذه الأصوات. أصوات المولد الشبح.
أمسكت هاتفي وكتبت على سبيل التسلية ما يحدث في منطقتنا, وإذ بتعليق يقول لي.
- لو مكانك سأذهب وأستسمحهم أن يتوقفون عن الضجيج.
قلت في نفسي لِمَ لا ؟ لبست ملابسي وقلت لماما أنني سأشتري بعض الأشياء من الصيدلية, وبعد دقائق كنت واقفة في المنطقة المنكوبة المحروقة.. أثار حريق في المراجيح. كل شيء في سكون ولكن الأصوات أصبحت أقرب إلى الضجيج...
بل هي الضجيج نفسه.
لم تعد الأصوات مجرد أصوات مراجيح وطلقات نار وصياح أطفال, بل أصبحت أصوات صرخات تشتعل.
ما هذا الذي أسمعه ؟ ما هذه الرؤى التي تظهر أمامي ؟
إن الأجساد المشتعلة تجري أمامي.
همست وأنا في قمة الرعب.
- أرجوكم توقفوا عن إرعابنا.
بدأت الأجساد تتحرك نحوي وتتلوى.
- أرجوكم. أرقدوا في سلام ودعوا منطقتنا في سلام. أنتم كنتم جيراننا.. أستسمحكم.
إحدى هذه الأجساد المحروقة توقفت عن الإلتواء. تبعتها الأجساد الأخرى. نظروا لي وقال أحدهم.
- نرقد في سلام ؟! أنحن موتى ؟
ماذا أفعل ؟؟ قلت لهم.
- هؤلاء من قتلوكم سيدفعون الثمن.
- نحن نريد اللهو.
- ولكنكم ....
- موتى ؟؟
قالوها وكانوا غير مصدقين وقع هذه الكلمة فصمتُّ.
رأيت الصدمة وأجسادهم المحروقة تتلاشى وتتلاشى معها الأصوات.
أين الأصوات ؟
عندما عدت إلى المنزل وأنا أرتجف رأيت أخي الصغير يقول لي.
- لا أصوات هناك!
هززت رأسي.. أنا أعلم لماذا إختفت الأصوات. أتعلمون لماذا ؟ لأنني عندما حكيت هذا في منشور مختلف وصلتني رسالة تقول.
"معظم الأشباح الصاحبة تظّن أنهم أحياء إلى أن تتأكد من صدمة الموت ووقتها سيختفي الصخب".
-تمت-
<head><script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3241285420421156" crossorigin="anonymous"></script></head> 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق