الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

متجر العمر

متجر العمر" هنا حيث تجد كل ما يغنيك عن الحياة... هذه اللافتة المعلقة بأعلى باب متجر التحف لابد أن يغريك للدخول ..أسفل أقدامك تجد سجادة مزركشة ومبهجة منقوش عليها كلمة "مرحباً" . لابد أن تدخل وإلا ستعاني كثيراً في حياتك. دخلت ؟ دعني أكون منذ هذه اللحظة مرشدك الخاص. المتجر يحتوي على تماثيل معتادة ..هنا تمثال لزيوس ..هنا فينوس المتألقة ..هنا درع الجندي الحديدي ..ما رأيك ؟ رأيي .. متجر كأي متجر !! عليك اللعنة . إنتظر فقط .. هلا نظرت إلى هذا الباب أمامنا ؟ أدعوك للدخول فستجد كل ما يغنيك عن الحياة .. ستجد الوظيفة التي تحلم بها .. ستجد زوجتك الجميلة التي تتمناها .. ستجدين زوجك الوسيم ينتظرك .. ستجد قصرك الذي حلمت بمثله .. ستجد الناس يهتفون بإسمك .. ألا تصدقني ؟ سأفتح فقط الباب وهنا ستدخل ولأقف أنا عند طرف الباب ..لا تخف فالأسعار هنا مجزية ورخيصة .. صدقني أنك لن تحتاج إلى الحياة لأنك ستحصل بالداخل على الحياة التي لن تحصل عليها عند عودتك ..فالتجربة مرة واحدة في العمر وما تعيشه هناك لن تعيشه بعدها ..هل تحمست أم خفت ؟ أنا لو مكانك ..لإستمتعت بالداخل بدلاً من الإعراض ويا عالم هل ستحصل على كل هذا بعد سنوات على أرض الواقع أم لن تحصل عليها أبداً. ألم أقل أنك ستجد كل ما يغنيك عن الحياة ؟ إززززززززز هلا تفضل بالدخول ولتدفع بعد خروجك ..أمامك نصف ساعة. -تمت- #هيثم_ممتاز

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

وفاة





في هذه الحياة ستتعرض لمن يضيف لك ولمن ينقص منك .لمن يضعفك ولمن يقويك .لمن يأخذ منك ولمن يعطيك .لمن يجرحك ولمن يداويك.. بالنسبة لي حدث في حياتي الشخصية و المهنية كل هذا إلى أن أتى "غريب".
في تلك الليلة أتى مديري وبصحبته فتى يشبه النخلة كثيراً ووجهه يشبه النحلة أكثر. قال لي أن "غريب" هذا سيعمل معنا إبتداء من الغد. حسناً ..كالمعتاد هناك شخص جديد يحتاج إلى ساعات من التعلم والأخطاء ورفع ضغط من يعلّمه .أنا عن نفسي رفعت ضغط مديري في بداياتي منذ 10 سنوات.
نعم ..قضيت الأيام الطويلة وأنا أعلم "غريب" كل ما نعرفه عن هذه المهنة ..مهنة مبيعات السيارات ..تعبت كثيراً وكنت أقصد أن أتعبه حتى يتعلم. كان يتعلم مني وأضعه تحت التمرين وأجعله يقابل العملاء وهكذا مرة تلو المرة حتى جعلته يقابل ويعتمد على نفسه وقدراته في البيع ..يدخل الحلبة مع زملاءه هنا.
بعد فترة وجدته يدخل عندي ويعطيني دعوة ..تخيلت أنها دعوة لخطوبته ,ولكن عندما نظرت للدعوة وجدتها دعوة لعرض مسرحي !
"ما هذا ؟"
"أولاً ..ادعوك لحضور عرضي المسرحي ..ثانياً ..أحتاج إلى أجازة لهذا اليوم"
"ولكن هذا اليوم لدينا إجتماع ضروري مع مدير المبيعات"
"ماذا ؟"
وضعت الدعوة على المنضدة وأنا أقول له.
"إذهب إلى عملك الآن "
حنى رأسه ووجدته يترنح عائداً..
بعدها عاد إليّ مرة أخرى ولكنني باغتته في شدة قائلاً.
"إسمع ..بإمكانك الإستقالة فلن نغصبك على البقاء ولكن إن وافقت على البقاء فللعمل متطلباته"
لمحت دمعة من عينه بدأت في الظهور ..فقلت له .
"إذهب وإغسل وجهك فلا يوجد رجل يبكي!"
ذهبت وتركته وأنا أعلم جيداً أن البقاء هنا إجباري ..فليس للفتى أي إمكانية أن يترك أكل عيشه ليجري وراء عرض مسرحي تافه كهذا ! أعذرني فأنا أفكر بعقلي وليس بقلبي .
عاد لي في اليوم التالي بائساً. سألته.
"هل قررت ؟"
"لا يوجد مفر من البقاء فأنا أصرف على أسرتي"
"إذن لا توجد أجازة"
"كما تشاء"
وبعدها بأيام رأيته يقبل عليّ ونظرت إلى وجهه. لم أرَ سوى ترساً كمثلي وكمثل جميع التروس في المعرض.
"كيف حالك يا غريب اليوم ؟"
سألته ونظر لي ثم أسرع ليكمل عمله.
وفي نهاية اليوم وجدت له منشوراً على موقع الفيس بوك يقول فيه.
"توفيّ غريب إلى رحمة الله"
علمت أن "غريب" تناول جرعة زائدة من دواءه عمداً ليقتل نفسه ..أيّ قسوة في هذا التصرف يا "غريب" ؟ لا يهم ..فقريباً سيأتي ترس أخر ..حتى أنا من التروس التي كانت لي أحلام ومواهب في بداياتي ولكن ما أهمية الأحلام والمواهب الآن ؟ فأنت خلقت لتعمل ..أي عمل .. لا بد من أن تدرك أهمية العمل يا "غريب" . أه لو أبعدت فكرة التمثيل والمسرح عن عقلك لكنت الآن معنا في المطحنة.
العمل في شغف ؟
رجاءً لا تحدثني عن العمل في شغف ..فمن يعمل ما يحبه ؟
نعم ...دعني الآن .. الحياة ؟ ما الحياة ؟ لم أذقها وأظن أنها لا يمكن تذوقها في عصرنا هذا.
ماذا كان حلمي ؟
لا أذكر .
#هيثم_ممتاز
6 أغسطس 2018

نهاية لم تتمناها سارة ولكنها حدثت!

إنها النهاية ..
"سارة" تعلم جيداً أن الأمور قد آلت بها إلى هذا المسار بسببها هي ولا أحد سواها ..تجري وتلهث هرباً من ماذا ؟ لا نعلم ولكنها تعلم . تريد أن تتوقف ولكنها لا تستطيع ..تلمح الجرف الذي يقترب منها أو هي التي تقترب منه . أخيراً قد وصلت إلى الحافة التي ستنهي تلك القصة للأبد ..المسافة تحتها تصيبها بالدوار .تنظر خلفها في توتر ..تغمض عينيها محاولة تشجيع نفسها .
"فقط إدفعي نفسك ..سينتهي ألمك ومعاناتك يا سارة"
قالتها وتذكرت القصة من البداية التي لا نعلمها وهي تعلمها ,وإبتسمت إبتسامة فاترة وساخرة في نفس الوقت .
هل تمتلك الشجاعة ؟ الأمر فقط يحتاج إلى دفعة بالجسد إلى الأمام حيث لا شيء . ربما سترتطم بالأرض وتموت حينها وربما ستموت في الهواء ..إنها ترجو الثانية!
"سارة ...تنفسي وأنهي هذا"
سحبت نفساً عميقاً وإندفعت بنصف جسدها الأعلى إلى الأمام وسقطت ..هل نعلم لماذا سقطت ؟ من ورائها ؟ لا نعلم ولا أريدك أن تعلم لأن "سارة" نفسها كانت تتمنى أن تنتهي القصة وهي على فراش الموت وليس كل ما يتمناه المرء يدركه بمنتهى البساطة !
-تمت-
#هيثم_ممتاز
19 يوليو 2018