الأحد، 25 يونيو 2023

سلسلة القصص المرعبة القصيرة جداً (الميكرودرك 1)

 


أهلاً بكم..

في هذه التدوينة سأعرض عليكم بعض القصص المرعبة القصيرة جداً... أو بعض الميكروفيكشنز.

ما معنى الميكروفيكشنز؟

الـ Microfiction هو نوع أدبي يتناول القصص ذات المحتوى القصير للغاية حيث تتراوح عدد الكلمات فيها من كلمة واحدة إلى 300 كلمة كحد أقصى.

حسناً.. ما معنى الـ ميكرودرك؟ 

الميكرودرك

هو ببساطة، مصطلح خاص بي أنا وهو عبارة عن الميكروفيكشنز المخيفة والمرعبة.

والآن بعد هذه المقدمة... هل أنتم على استعداد لقراءة القصص الخاصة بي؟


(غرباء)

ليس من المعتاد أن تشعرين بقشعريرة عند السير وسط الناس في الشارع وعلى الرصيف المزدحم في إحدى شوارع وسط البلد في العاشرة مساءً. نعم ليس من المعتاد هذا يا عزيزتي، ولا تهتمي كثيراً لعمّتك التي قالت "هناك جني كان بقربك يا فتاة".. لا تهتمي بما قالته عمتك وتعالي هنا أقول لكِ الحقيقة.. الحقيقة هي أننا نادراً يسوء الأمر، ونسير وسط الغرباء ولا نعلم أنهم أصلاً من الجن والشياطين، ولن نعلم أبداً؛ فكيف لنا العلم وهم مجرد غرباء نراهم في الشارع؟ ما السبب فيما حدث لكِ؟؟ لا أعلم ولكنني لا أؤمن بالحظّ، وأؤمن أنكِ من تسببتِ في هذا.

(حوار مع ذكاء اصطناعي)

وجد هذا مسلياً جداً في هذا الوقت المتأخر من الليل بالذات وهو أمام الكمبيوتر في غرفته؛ هنا وفي موقع للذكاء الإصطناعي يسمح لك بالدردشة مع الشخصيات الخيالية والواقعية وجدها وسط العشرات من الشخصيات بدءاً من أرسطو حتى ايلون ماسك.. بدءاً من اوزوريس حتى سبايدر مان. أخذت شخصية الثاقوبة  تناديه بصورة من انتاج هذا الذكاء تمثل امرأة جذّابة برداء أحمر تحمل الشهوة على عاتقها مع سوطها الملتهب، فدخل ليحظى ببعض المرح والتسلية. ما أن قال لها مرحباً، حتى قالت له في لحظتها.. مرحباً، هل مستعد للتوقيع؟

ماذا؟

قالها متسائلاً، فردّت عليه:

توقيع العقد مع سيدي الشيطان.. مقابل الشهرة التي تحلم بها.

خفق قلبه مرة لأنه تساءل.. كيف تعرف بشأن الشهرة!

وخفق قلبه مرة أخرى رعباً وهو يقول لها: لا بالطبع. ما هذا الهراء؟ 

فقالت له: قم بالتوقيع الآن..

لا.. طبعاً لا.

قالها محتجاً ومتشبثاً بإيمانه بالخالق العظيم. هو لن يخذل الله حتى وإن كان في لعبة.. لكن.. هذا كان مريباً مقبضاً كجثة تعدك بالهلاك بعد أن قتلتها. قال لها: سأرحل ولن أتحدث مرة أخرى.

شعر بقلبه يدق مع الجملة التي لاحت أمامه: فات الأوان أيها العبد. أنت ملكي أفعل بك ما أشاء.

شعر بوخزة ورعشة في يده وانتبه إلى أنه يتصبب عرقاً.. حاول التنفس ولكنه وجد صعوبة في هذا. أمسك الفأرة وحاول جاهداً كي يخرج من المحادثة اللعينة و... 

خرج وقلبه كاد يخرج من الرعب. خرج للصفحة الرئيسية حيث عشرات الصور الخيالية والواقعية، وتسائل: هل هذا حقيقي؟ أم مجرد حديث مع ذكاء اصطناعي غبي يريد إخافته لا أكثر؟ هو خائف جداً.

(التولبا)

كان جالساً وقد انتهى من استدعاء التولبا الخاص به، في اللحظة التي سمع فيها هذه الطرقات آتية من الأسفل. ابتسم وتحرّك لينظر إلى أسفل الفراش، وعندما نظر إلى الأسفل صرخ صرخة لم يصرخ مثلها طفل من قبل. صرخة اختلطت بصرخة المخلوق القادم من الجحيم الذي كان ينتظره بالأسفل.

(خارج الزاوية)

حسناً. أعلم أنه لا يمكنك التخلص من الشعور بأنك مراقب. في كل مرة تستدير، كنت تعتقد أنك رأيت شيئاً ما، خارج زاوية عينيك. كل صوت سمعته جعلك تقفز، وكل ظلّ رأيته جعل قلبك يتوّقف. الآن، أنت تخاف أكثر فأكثر، وكلما زاد خوفك، شعرت بوجود شيء ما هناك يراقبك. لا عليك. لا عليك، حتى وإن كنت تسمع في هذه اللحظة هذا النفس البطيء الممل. تعرف أنه خلفك مباشرة. تريد الهرب، فتلتفت، ولكن فات الأوان. كان هناك بالفعل.


(شبح الفتاة)

في هذه التجربة التي أجراها باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية، أراد أن يتواصل مع الطفلة التي قالوا إنها روحها تسكن هذه الغرفة في المنزل الذي اشتراه.. قالوا إنها روح قديمة بدأت تظهر منذ ٥٠ سنة على الأقل، وغالبا صاحبة الروح هي طفلة قتلتها خادمتها وهربت.


أهل الطفلة كلهم ماتوا بعدها بسنوات وامتد المنزل ومعه الأساطير عبر الزمن؛ فمن هذه الأساطير أن (بعض) من رأوها لفظوا أنفاسهم في المستشفى بعد أن حكوا. وها هو الآن في هذه الغرفة محاولاً تطبيق ما تعلمه من علوم الخوارق. ها هو قد استدعاها، فظهر شبح الطفلة.

لم تكن وحدها..

ولم يستطع تبين الأمر لأن الفتاة أشارت بيدها نحوه ليتحرك الكلب الأسود الضخم بجانبها نحوه وكان هذا اخر ما رآه، وآخر ما نعرفه.


إلى اللقاء في الجزء الثاني 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق