الاثنين، 25 أكتوبر 2021

الحاج دراكولا 2 - قصة رعب كوميدية

 


شربات فراولة ؟

بعد أن كدت أتقيأ من تقززي لهذا المشروب الأحمر كالدم, نظرت خطيبتي (سارة) وقالت "ضحكنا عليك".
وجدتُ نفسي أضحك من هول المزحة وأنا أنظر لهم, كنتُ وقتها أفكرّ في أن أفسخ الخطوبة في أسرع وقت ولكن خفّة دمّ العائلة جعلتني أبتلع المزحة وقال حماي.
- يا راجل يا طيب... تتوقع هنسقيك دم كدة في أول قعدة ؟
نظرتُ له وقلتُ.
- أومال في تاني قعدة ؟
ضحك وهو ينظر لإبنته وقال.
- أكيد بعد ما ندبسك و تتجوزها.
ضحكتُ على مزحته (هل هي مزحة فعلاً ؟). نظرتُ إلى ساعتي وقلتُ.
- أنا إتأخرت لازم أمشي دلوقتي.
قالت حماتي (عزيزة).
- تمشي إيه ؟ ما تقول له حاجة يا كولا ؟
قال عمي كولا .. أقصد حماي (سعيد دراكولا).
- تعالى أفرّجك على القصر.
- لا معلش خليها يوم تاني.
- يوم تاني ؟ طب أقسم بالله العظيم مانت ماشي إلا لما تشوف باقي القصر.. قوليله حاجة يا سارة؟
قالت (سارة).
- متضايقش بابا بقى..
وجدتُ نفسي مضطراً للإنصياع. قمتُ معه و صعدنا السلالم الطويلة العتيقة. وصلنا لآخر دور الذي كان مظلماً كالـ كالموت مثلاً ؟ ربما.. حتى الرائحة في هذا الطابق تفوح منها رائحة الموت. نظر لـ (عزيزة) و (سارة) وقال.
- هتيجوا معانا للطرقة ؟
سحب من جانب الحائط نبراساً ثم أشعله بقداحة في جيبه في الوقت الذي قالتا فيه.
- لا هنقف هنا.
نظر لي وقال.
- خايف من إيه ؟ مفيش حاجة تخوّف هنا.
في الحقيقة كنت مرعوباً ولست خائفاً. حاولت أن أبدو كالشجعان وقلتُ.
- لا أنا مبخافش و الحمد لله..
- لما نشوف.
ثم تقدمني نحو الممر القديم وقال.
- تعالى ورايا..
سرتُ و إبتعدت عن حماتي و خطيبتي. سمعتُه يسألني.
- طبعاً إنت عرفت عيلتنا إيه.
- دراكولا ؟
- بالظبط.. و دة معناه إيه في رأيك ؟
- إنكم مصـ مصاصـ ...
- مصاصين دماء و الدور اللي إحنا فيه دة أجدادي فيه...
- أفندم ؟ حضرتك عايز تقول إن الدور دة مقبرة ؟
- لا مش مقبرة بالمعنى الحرفي... أجدادي فيه ومش ميتين و مش نايمين مستنين حاجة تصحيهم برضه.
دخلنا الممر و هذا الباب بجانبنا على اليمين. توقف وقال.
- هنا أبويا الله يرحمه..
طرق الباب و قال.
- بابا ؟
توّقف قلبي لوهلة عندما سمعتُ الصوت من الداخل يقول.
- فيه حاجة يا سعيد يابني ؟؟
نظرتُ لحمايا في ذعر الذي أشار لي كي أصمتُ ثم قال للمرحوم والده.
- أنا هنا معايا خطيب بنتي.. حفيدتك يابا.
- خطيب حفيدتي ؟! دمّه عامل إيه ؟
الذعر جعلني أثبّ عدّة خطوات للوراء وأنا أسمع صوت الحركة خلف الباب. أمسك حماي ذراعي و همس لي.
- إجمد كدة أومال.. متخافش.
ثم نظر للباب وقال.
- يا حاج.. دة خطيب بنتي. مالي بدمّه. زائد إنت عارف...
ثم شدّني من يدي لنكمل سير. حاولت أن أسير معه على الرغم من إنهيار أعصابي هذه اللحظة. وصلنا إلى باب آخر وقال لي.
- تحبّ أعرّفك على جدّي ؟
- أبوس إيدك يا عمّي بلاش!
ضحك وقال لي.
- هبقى أقول له.
- أه والنبي.. إبقى قول له من غيري.
لكنّه شدّ يدي مرّ ة أخرى وقال لي..
- بس لازم أعرّفك على جدّي الكبير.. اللي بنى البيت دة.
شهقتُ وأنا قلتُ له.
- دراكولا اللي في الأفلام ؟
- دول ممثلين اللي بتشوفهم في الأفلام دي. زائد إنك مش هتشوفه. هتكلمه من ورا الباب بس..
- ينفع... تقول له من غيري بعد ما أمشي ؟ أنا عايز أروّح.
- للأسف مينفعش.. دة البركة بتاعتنا ولازم يتعرف عليك وإلا مفيش جوازة يابني و سارة بنتي هتروح منك.
كنتُ أريد أن أقول "طب ما تروووح والله أنا الكسبان" لكن صمتُّ و حنيتُ رأسي و إستسلمتُ لأنني أحبّها حقاً.
وصلتُ إلى نهاية الممرّ معه حيث الباب العتيق الأعتق من كل الأبواب. هذا الباب الضخم الذي تقبع وراءه طاقة مريبة أشعرتني بالرهبة. همسّ حماي عندما إقترب من الباب.
- جدّو الكبير الكونت دراكولا صاحي ؟
من الداخل سمعتُ أعتق صوت يمكن أن أسمعه على الإطلاق. توّقعته أجشّ النبرة وأضخم ولكن ما سمعته كان صوت العجز الذي يتخلله الوهن والضعف.
- أهلاً بسعيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد...
- خلاص يا جدّو.. أنا هنا معايا خطيب بنتي.
- يا أهلاً وسهلاً يا أهلاً وسهلاً.
أشار لي حمايا كي أقول شيئاً فقلتُ مضطراً..
- إحم. أهلاً بـ بـ حضرتك.
سمعتُ من الداخل الصوت الواهن يقول..
- ثواني يابني.. عايز أتعرف عليك. عايز أشوفك.
وإذ بمقبض الباب العتيق يتحرك و يتحرك و يتحرك.
-يتبع-
خلصت الحلقة و بإذن الله هخلص الحلقة الثالثة و هتنزل بعد الهالويين 🎃 كل سنة وانتم سفاحين 😈
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز

الأحد، 24 أكتوبر 2021

الطفل المسخ - قصة رعب

 


عندما حلّ الليل وجد نفسه مرغماً على لقاء صديقه الذي أصبح يخيفه. كان الصديق يأتي له في الماضي ويجلس معه و تبدأ فقرة اللهو و المرح واللعب, و قبل الفجر يقول له الصديق سأراك غداً.

إذن ما الذي حدث ؟
ما حدث هو أنه مع الوقت بدأ يتساءل : من أين يأتي صديقي ؟ والسؤال الأخطر و الأهم هو : إذا كان صديقي هذا في نفس سنّي و حجمي عندما كنتُ في الخامسة فلماذا عندما كبرتُ لم يكبر هو ؟ ها أنا في العاشرة وهو مازال في الخامسة!
كانت هذه الأسئلة هي ما جعلته لا يشعر بالراحة مع صديقه هذا الذي يزوره كل ليلة, فالآن عندما يحين الليل يراه في غرفته فجأة مبتسماً قائلاً.
- هل إشتقت لي يا صديقي ؟
حسناً. نحن نعلم أنه عندما حلّ الليل وجد نفسه مرغماً على اللقاء ونعلم أن الصديق قال له : هل إشتقت لي ؟ الحقيقة أن الطفل قال في عقله : هل لك أن تكفّ عن زيارتي؟ فقط قالها في عقله, لكن إختفت الإبتسامة من على وجه الصديق وسأله.
- ماذا ؟ ما الذي فعلته أنا ؟
- أنت تخيفني
- هذا جيّد.
- لقد سئمت مصاحبتك.
هزّ الصديق رأسه و نظر إلى الطفل وقال.
- أنت تريدني أن أرحل ؟
- لو سمحت!
- سأرحل ولكني سأحبّ هنا إخافتك يا صديقي.
لكن الطفل إلتفت و تحاشى النظر إليه و سمع خطوات الصديق تقترب. ثم شعر بهذه اليدّ على كتفه, و كانت اليدّ قوية الملمس حارقة الشعور, فإلتفت بقوة متألماً كي يرى صديقه المسخ أمامه مباشرة صارخاً.
- أنت ترفض صداقتي أيها الأحمق ؟ ستندم أشدّ الندم. سأستمتع بإخافتك جداً...
ثم ضحك ضحكة مخيفة جعلت الطفل مفزوعاً أكثر من فزعه عند رؤيته. سقط الطفل على الأرض متألماً وهو يرى الصديق واقفاً ووجهه البشع يتبدل إلى وجوه بشعة أخرى ويقول.
- لم يحبّك أحد غيري ولن يحبّك أي أحد أيها التافه.
عندما شعر الطفل بأنفاس الطفل المتسارعة تقترب من وجهه أغمض عينيه بقوة و هو يدعو الله أن ينجيه من كل هذا في داخله فلم يستطع النطق.
- لن يصادقك أي أحد لإنك صديقي بمزاجك أو رغماً عنك.
قالها الصديق المسخ بصوته المخيف, وبالفعل لن يصادقه أي أحد فقلبه الصغير توقف عن النبض بينما و المسخ نظر إلى جثة صديقه و قال منتصراً.
- الآن سنلعب سوياً.
-تمت-

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

تاك تاك "من الفلكلور الياباني" - قصة رعب


 

تاك تاك

تاك تاك
كانت هذه الطرقات المنتظمة تُطرق على باب منزله. الصراحة, كاد جلده يتمزّق من القشعريرة التي إنتابته. ليس بسبب خوفه من المجهول الذي يطرق بابه في هذا الوقت المتأخر فقط, بل لأن أيضاً هذه الطرقات المنظّمة مذكورة في المراجع التي يتمّ من خلالها رسالة الدكتوراة في "الفلكلور الياباني".
هذا المرجع الياباني كان خاصاً بالأساطير المخيفة في الثقافة اليابانية. ها هي هذه الفتاة التي تعرّضت لحادث قطار أدىّ إلى إنفصال جزءها العلوي عن السفلي وتُركت لتموت و تعود روحها وتقتل الناس وتسألهم السؤال:
- أين قدماي ؟
الأسطورة تقول أنها تظهر فجأة وتلاحقك أينما ذهبت, لا تجد منها سوى الجزء العلوي على الأرض وتتحرك بيديها ومخالبها. تقول الأسطورة في المرجع إنها تقف كثيراً عند أبواب الناس و تطرق هذه الطرقات "تاك تاك تاك تاك" و إنك إن فتحت لها ستسألك السؤال. إن لم تعرف الإجابة فستشطر جسدك مثلها أما إن قلتُ لها عند جسر القطار فستتركك. أما إن لم تفتح الباب من الأساس بعد المرة الثانية فستدخل لك بطريقة لن تفهمها وتجدها أمامك وحشية المنظر و لن تسألك هذه المرّة.. ستقتلك فوراً.
لكن ... هذه أسطورة كما أنها يابانية وليست هنا. مسح العرق عن جبينه وهو يلقي السمع على الباب. هل ستطرق الطرقة الثانية و الأخيرة قبل أن تدخل بمعرفتها ؟
نظر إلى المرجع أمامه وهو يقول...
- هراء. إنه بالتأكيد أحد الجيران. أو أحد المعارف أو أي شخص.
لكن إن كان أحد الجيران أو المعارف أو أي شخص فلماذا إكتفى بهذه الطرقات المنظّمة ؟ لماذا لم يرنّ جرس الباب ؟ مسح عرقة الذي يسيل بغزارة و ...
تاك تاك
تاك تاك
ها هي الطرقة الثانية. قام من أمام المرجع و خطا خطواته نحو الباب ولكن يبدو أن خطواته كانت بطيئة أكثر مما ينبغي, حيث سمع صوت الفتاة التي تتحدث باليابانية و بما إنه يفهم اليابانية من دراسته فقد إرتجف من الجملة التي سمعها.
كانت هذه الجملة هي ...
" إنتهت فرصتك يا سيّدي. أراك بعد قليل"
كان قد أمسك مقبض الباب و إستجمع شجاعته وعندما فتح الباب لم يجدها. شعر بالخطر أكثر وأكثر و ندم من أنه لم يفتح عند الطرقة الثانية.. ما أدراه أنها هي ؟ لم يكن له أن يتأكد.
أغلق الباب وسمع صوت جرّ جسدها من خلفه وهي تقول..
- ها أنا قد وصلت. ضاعت الفرصة.
وهكذا, فإن أخر ما رآه قبل أن تمزّقه هو فتاة قبيحة المنظر واقفة على الجزء العلوي من جسدها ويدها تستند على الأرض و أمعائها تخرج منها لتدمي الأرض.
لم ينتبه هذا المسكين إلى جملة كانت مكتوبة في المرجع الياباني في الصفحة التي لم يقرأها بعد. تقول هذه الجملة أن الفتاة تأتي لكل شخص يعرف قصتها.
جملة قصيرة هي, ولكن لو كان قرأها في البداية لكان قد نجا و نجونا, ولكن المرجع قد خدعه و خدعنا جميعاً.

الخميس، 21 أكتوبر 2021

إستدعاء - قصة رعب

 


كان يوّد لو قال له "أحبك" للمرّة الأولى قبل أن ترحل غدراً من سيارة غادرة صاحبها أخرق. كان يوّد لو أن "أحبك" هذه هي الكلمة الأولى وليست الأخيرة, أو على الأقل تكون الأخيرة.

عندما وصل له خبر موتها كان ينتظرها في المقهى الذي يتقابلا فيه معاً. إنهار وبكى و صرخ و تجمّع طاقم المقهى حوله و توالت "لا حول ولا قوة إلا بالله" و "إنا لله وإن إليه راجعون" و "البقاء لله" من الجميع. عندما عاد إلى بيته محطم الخطوات و القلب ينزف حزناً, لام نفسه أنه لم يستطع التعبير عن حبّه لها, لأنه كان يخشى الرفض. كان جباناً.
أمضى الأيام التالية يبكي عليها ويفّكر فيها بعد عودته من الدفن والجنازة والعزاء. كان الجميع يعلم أنه كان يحبّها عدا المرحومة نفسها. بكي كثيراً عليها, حتى سأل نفسه..
ألا يمكن لها أن تعود لحظة أقول فيها أحبّك ؟
ألا يمكن إستدعائها لمدة ثانية أقول فيها هذه الكلمة ؟
بحث عن طريقة الإستدعاء حتى توّصل لها و جلس وحده في غرفته المظلمة الحزينة و قام بتلاوة نصّ الإستدعاء حتى شعر بها معه. إبتهج و قال.
- هل أنتِ هنا ؟
اللمسة التي شعر بها على كتفه أوضحت كل شيء. قال لها..
- أنتِ روحها ؟
شعر باللمسة الرقيقة مرّة أخرى.
- هل بإمكانك الحديث ؟
وسمع صوتها العميق من العالم الآخر.
- أنا هي.
وجد نفسه يبكي في حضرتها, و وجد نفسه يتمنى أن يراها.
- هل بإمكانك الظهور ؟
صمتت كثيراً قبل أن تقول.
- أنظر يسارك.
نظر يساره فوجد شبحها. كانت عشوائية و هلامية ولكنّها هي..
- ماذا تريد ؟
بلع ريقه وهو يقول الكلمة التي تمنّى أن يقولها في حياتها.
- أحبك.
نظرت له بلا أي مشاعر, فتساءل : هل للأشباح مشاعر ؟
- هل من ردّ ؟
قالها وهو يتمنى أن تقول و أنا أيضاً.. لكن ماذا بعد أن تقولها ؟ إنها ميّتة و ما أمامه هو شبحها ليس أكثر.
فتحت فمها وقالت.
- وأنا لا أحبّك. كنتُ صديقي فقط! وداعاً...
ثم غابت وإختفت وإختفى صوتها. غابت وتركته مكسور الفؤاد و تمنّى هذه المرّة لو لم يستدعيها و لو لم تحرجه.
هو السبب في إحراجه الرهيب.
عزاءه الوحيد في أنها ربما ليست هي من ظهرت له, وأنه من الجنّ و يخادعه. لكن... كيف له أن يتأكد ؟
لا طريقة للتأكد.

-تمت-
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#هيثم_ممتاز
#عزيف_العفاريت

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

الحاج دراكولا - قصة رعب كوميدية

 


دعاني حماي إلى بيته في أول زيارة بعد خطوبتي من إبنته. إستقبلني من على باب منزله الذي هو في الحقيقة ليس بمنزل على الإطلاق. هل يمكن أن أقول قصر ؟ إن هذا القصر لم أرَ مثله في مصر على الإطلاق, فكيف بهذا القصر الفخم بأبراجه و جدرانه الرمادية أن يكون في منطقة شعبية قديمة كهذه في القاهرة ؟

وجدته يقف عند الباب بملامحه البشوشة الطيّبة. إنه رجل كسائر الأباء الذي يرتدون الجلباب الأبيض و رأسهم أصلع وعلى وجوههم الطيبة التجاعيد الهادئة و زبيبة الصلاة خافتة. كان يبتسم لي فإبتسمت له وقال لي.
- أهلاً أهلاً بجوز بنتي المستقبلي.
أدخلني قصره الفخم – الذي زرته من قبل بالطبع – وإصعدني للدور الأول وأدخلني إلى غرفة المعيشة التي تشبه غرف المعيشة في البيوت المعتادة. جلستُ و إستقبلتني حماتي و معها خطيبتي. سلّمت عليهما و قالت خطيبتي.
- تشرب إيه ؟
- لو فيه عصير...
- فيه عصير أوطة يجنن. تاخد كوباية ؟
- ماشي
قالت حماتي.
- هدخل أحضر الغدا وأسيبكم بقى. قلتُ كأي خطيب أو زوج إبنة عند بداية أي حوار.. الجملة التي لابد أن تتكررّ مئات المرات وإلا ستحلّ عليك اللعنة أو يقولون "واد قليل الأدب".
- إزيك يا عمّي ؟
- نحمده يابني..
- معلش يا عمي عندي سؤال صغير.
نظر لي فسألتُ.
- هو إسم عيلتكم فعلاً درا.. دراكـ.. إحم دراكولا ؟
- دراكولا دة جدّي السادس الله يرحمه و عشان كدة أنا إسمي سعيد دراكولا.
- كنت فاكره لقب لحد يوم الخطوبة.
- لالالا إحنا إسمنا كدة فعلاً. سمعت عنه ؟
- دراكولا؟ أه في أفلام الرعب...
ضحك حماي وقال.
- هو مشهور فعلاً. هو اللي جه مصر و بنى القصر اللي إنت فيه دة. خلّي بالك بقى
- و هو كان مصاص دماء فعلاً ؟؟
دخلت خطيبتي حاملة كوب الطماطم الأحمر في يدها فقال عمّي مازحاً.
- الدمّ وصل أهو..
بلعتُ ريقي ونظرت خطيبتي (سارة) له ولي متوترّة ووضعت الكوب أمامي قائلة.
- دوقه وقول إيه رأيك.
نظرتُ متوجساً إلى الكوب وحاولت من خلال معرفتي بشكل عصير الطماطم مقارنته مع شكل الدم.. بدا لي إنه عصير طماطم فعلاً فإمسكته وتذوقته.
كان هو..
نظرتُ لخطيبتي الحسناء وقلتُ.
- تسلم إيديكي.
قال عمّي.
- إنت هتعاكسها قدامي ولا إيه يا ولد ؟
إبتسمتُ و قالت (سارة) أنها ستدخل لتساعد أمها في إعداد الطعام.
- الدمّ عجبك ؟
قالها ضاحكاً فقلتُ له.
- أه لذيذ جداً.
كان يقهقه بطريقة مضحكة بالفعل.
ثم تجاذبنا أطراف الحديث, حتى نادت حماتي على زوجها.
- يا سعيد.. يا سعييييد.. سعيييد.. دراكولااا.. يا دوكااا..
نظر عمّي لي قائلاً.
- كانت بتلسوعك زي ما بتلسوعني ؟
- مين دي ؟
- عزيزة..
- حماتي ؟
إنفجر ضحكاً وقال لي.
- يا غبي إنت مكنتش بتتلسوع بعزيزة أيام المدرسة ؟
- إحم.. لا يا عمي معلش.. مش فاهم والله.
- والله غبي. مش فاهم إزاي بنتي حبتك يا أخي.
ضحكتُ مدافعاً عن نفسي قائلاً.
- يا عمي أقسم بالله مش فاهم. قصدك عزيزة حماتي ؟
- مفرقتش حماتك من الخرزانة.
هنا تقريباً فهمت.
- حضرتك قصدك على الخرزانة اللي كان إسمها عزيزة ؟
- أه هي.. أهي حماتك يا سيدي الخرزانة بتاعتي. لما أقوم أشوف عايزة إيه.
قام عمّي بعض الوقت ثم نادت عليّ خطيبتي. وجدتها أمامي فإصطحبتني إلى الأعلى ثم الأعلى حيث غرفة فاخرة خالية إلا من منضدة "سفرة" وعليها أصناف مذهلة من الطعام الشهيّ و عمّي يتوّسط الوليمة وأمامه على يمينه حماتي (عزيزة). قال لي.
- مش دمّ متخافش..
ضحكت من مزحته وجلست (سارة) أمام أمها وجلستُ بجانبها "سارة طبعاً". كان الطعام فوق الوصف, وبعد تناولي إياه قامت (عزيزة) و (سارة) وقال حماي.
- متقومش.. الحلو جاي.
إنتظرتُ الحلو الذي كان كريم كراميل, ولم أذق مثل حلاوته من قبل.
بعد الإنتهاء, إصطحبني حماي إلى الأسفل حيث جلسنا أول مرّة ثم نادى وقال.
- متعملهلوش..
ثم نظر لي وقال.
- هتشرب شاي
بعد قليل جاءت (سارة) و ورائها (عزيزة). وضعت أمامي كوب الشاي بينما سحب الجميع أكواباً سائلها أحمر غامق اللون.. ظننته عصير طماطم مرة أخرى - لديهم هوس بالطماطم ؟ -و لكن اللون كان أغمق.. شعرتُ بالهلع وأنا أقول.
- دة دم ؟؟
أشارت لي (سارة) قائلة.
- تدوق ؟
وكدتُ أصرخ عندما إقتربت مني وقالت.
- والله لازم تدوق.
وجدتُ نفسي أشرب و أنا على وشك التقيؤ ولكن مهلاً... إنه شربات فراولة لا أكثر.
ضحك حماي وضحكت حماتي و (سارة) قالت لي.
- ضحكنا عليك.. ضحكنا علييييييك.

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

الرجل الذي لا تحبّه صورته - قصة رعب

 


أخذ يقضّم أظافره وهو ينظر إلى صورته الوسيمة و تساءل السؤال المروّع.

- لماذا لا تحبني صورتي ؟
...
إذا نظرت إلى هاتفه وألقيت نظرة على المعرض ستجد مئات ومئات الصور الشخصية التي صورّها بطريقة ((السيلفي)) و مئات الصور التي صورّها أصدقائه له. كم كان مولعاً بتصوير نفسه, حتى بعد أن قالوا له.
- البنات فقط لديهن هذا الهوس.
كان يضحك ويبتسم وفي نفسه يقول. " عليهم اللعنة".
هو يحبّ تصوير نفسه وهذا ليس عيباً ولا حتى حرام.
لا يترك أي موقف أو مناسبة أو فترة راحة إلا ولابد أن يلتقط بعض الصور المتوالية. نفس الإبتسامة ونفس النظرة الواثقة و نفس الوجه ونفس ((الفلاتر)).
ذاكرة الهاتف معظمها من الصور التي يلتقطها لنفسه. نعم هناك بعض الصور مع الأهل والأصدقاء ولكنه لا يجد راحة التصوير إلا وهو الوحيد الأوحد في الصورة.
ذات مرّة أراد تجربة إحدى ((الفلاتر)) فأعجبته الصورة جداً.
أخذ يتأمل هذه الأشياء الظريفة التي تحدث حوله في الصورة وقررّ نشرها كالعادة في مواقع التواصل الإجتماعي.
بحث عن ((فلتر)) آخر.
أعجبته الصورة أيضاً.
شعر بالسأم من هذه الصور المعتادة فقرر ترك التطبيق و تنزيل تطبيقاً أخر بـ ((فلاتر)) أخرى.
ها هو يجربّ هذه الصورة.
لقد أعجبته الصورة و بعدها إنطفأ الهاتف.
بالخطأ ؟ قال في نفسه, فأعاد تشغيل الهاتف.
عندما دخل إلى المعرض كي ينظر إلى صورته الأخيرة وجدها ولكن الهاتف وقع من يده, فقد شعر بكهرباء تسري من الهاتف.
أخذه من على الأرض وهو في أشدّ العجب. عندما أعاد تشغيل الهانف للمرة الثانية وبعنادِ دخل المعرض كي يتأمل في صورته الجديدة و وجد ملامح الغضب في وجهه وصورته تنظر له بعنف.
- لا أحب هذه الصورة!! لا أحبك فيها.
من صدمة الصوت الخارج من الهاتف ترك الهاتف يسقط من يده, وأخذ يرتجف. من الرعب الذي أصابه أخذ يتوترّ وهو ينتظر الشجاعة التي تجعله يسحب الهاتف ويرى الصورة.
- بالتأكيد هلاوس.. أنا مرهق. نعم.. نعم.
واتته الشجاعة أخيراً وسحب الهاتف و أخذ يقضّم أظافره وهو ينظر إلى صورته الوسيمة و تساءل السؤال المروّع.
- لماذا لا تحبني صورتي ؟
كاد هنا أن يتوقف قلبه لولا أن لحقه الناس عندما سمع صورته الوسيمة الغاضبة تقول.
- لأنك غيرّت التطبيق. لم تعجبنا – معشر سكّان الصور الإلكترونية - صورتك الجديدة على الإطلاق.

الاثنين، 18 أكتوبر 2021

إهداء - قصة رعب

 


الحقيقة التي لا خِلاف عليها أنني كرهت هذه الرواية من الإهداء الموجود فيها. إنه إهداء ساذج مثل الكاتب, يظنّ أنه من المرعبين الذين لا غبار عليهم. كل الكتّاب يظّنون هذا.

كما أن مادامت هذه جودة الإهداء, فماذا سيكون المحتوى نفسه ؟
إليكم هذا الإهداء المكتوب..
"ستطوي كل شياطين الأرض بمخالبها كل من يترك إكمال هذا العمل العظيم"
هل رأيتم غرور أكثر من ذلك ؟ كما أن أين الإهداء ؟ من المعتاد أن يكتب أي كاتب محترم "إلى فلان وفلان وفلان وفلان .. شكراً لكم" أو أي شيء على هذا المنوال.
المهم أنني كرهت الرواية قبل أن أقرأها والكاتب المغرور, ولهذا لم أتحمل فكرة أن أضع الرواية في المكتبة, بل تخلصّت منها بالحرق.
أمسكت بها وصعدت إلى السطح وأشعلت فيها النار بكل بساطة وأنا في كامل الحنق والضيق لأنني أضعت هذه الدقيقة في قراءتها, وسرعان ما ذهب كل الضيق وتلاشى الحنق فور أن نزلت.
عدت أفكر في رواية جديدة أقرأها وأنا أدعو الله أن لا يخيب ظنيّ للمرة الثانية, ووجدت الرواية وجلست أقرأها و بدأت فيها.. الصفحة الأولى جميلة, أما الصفحة الثانية فكانت بيضاء خالية إلا من جملة مكتوبة في المنتصف.
" كل شياطين الأرض في حماس للفتك بك"
ما هذا الجنون ؟ قلتها وأنا في غاية الذعر. الكاتب مختلف, إذن ما هذه الجملة ؟ كما أنه من غير المنطقي أن أقرأ صفحة عادية من صفحات رواية ثم تليها صفحة بيضاء كهذه دون أن ينتهي الفصل.
بسرعة قلّبت الصفحة لأجد الرواية تعود بأحداثها.. تأكدت من الصفحات التالية فوجدتها عادية جداً.
أخذت أقرأ وأقرأ.. وصلت إلى منتصف الرواية وقلّبت الصفحة لأجدها بيضاء – رغم أنني تأكدت من قبل – وجملة تقول.
" هل أنت مستعد "
شعرت برجفة و قشعريرة وأنا أفكرّ. لا .. لست مستعداً.
هنا أغلقت الرواية وألقيتها من يدي كالملدوغ وأخذت أهديء من توترّي.. هل كان الإهداء هو تهديد؟
دفعني الفضول إلى فتح الرواية مرة أخرى لأتأكد من نفس الصفحة فوجدتها عادية جداً.
لن أجازف وأكملها اليوم...
تركتها وقمت, وأنا أفكرّ في الرعب الذي سيحدث لي, فأنا لم أترك الرواية بل حرقتها! تخيّلوا ما ستفعله بي شياطين الأرض.
حاولت التفكير في حلّ, فبحثت عن إسم الرواية إياها لأتأكد من إسم كاتبها ودخلت لأبحث عنه في الفيسبوك و أرسلت له رسالة مليئة بالذعر والدعوات واللعنات بسبب هذا الإهداء وما حدث لي من بعدها, وطبعاً لم أذكر أنني أحرقت روايته.
في الحقيقة لم يطل إنتظاري فوجدته يقول لي.
- أي إهداء ؟
كتبت له.
- في الرواية ..
كأنه تردد في الكتابة لي, ولكنه كتب أخيراً.
- أنا لم أكتب أي إهداء في الرواية.
إصفرّ وجهي.. سمعت صوت صرصور الحقل يتردد كثيراً.
راجعت جملته هذه عدةّ مرات قبل أن يتردد السؤال المخيف في ذهني:
"إذن. ما هذا الإهداء الذي قرأته ؟ ما الذي يريده مني شياطين الأرض ؟"
و الآن كما ترون وبعد أيام من هذا اليوم أنا في طريقي إلى الطبيب النفسي فيبدو لي جليّاً أن هذه الخدوش في جسدي من هؤلاء الشياطين ولكن من حولي يقولون لي أن لا شيء وأنني أؤذي نفسي أثناء نومي.
لا يا أعزّائي ... إن هذه الخدوش تحمل توقيع كل شياطين الأرض وإنهم ينتقمون بسبب عدم قراءتي للرواية بعد قراءة الإهداء الذي لم يكتبه الكاتب نفسه.. و الأدهى بسبب حريق لها.

-تمت-
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز