فيلم رعب ليس كأفلام الرعب, حقاً. فكرة الفيلم تدور حول : رعب أن تشيخ و تموت خلال يوم. فكرة مرعبة أليس كذلك ؟
في هذا المقال سأستعرض أحد أفلام الرعب التي كسرت
المألوف و سأغوص في السيناريو والقصّة, لهذا أحذّرك من أن التالي هو حرق
للأحداث. الفيلم الذي نحن أمامه هو فيلم :
هيّا نلقي نظرة واضحة.
طاقم العمل :
المخرج : إم نايت شيمالان
المؤلف : إم نايت شيمالان
الأبطال :
غايل غارسيا برنال (غاي كابا)
فيكي كريبس (بريسكا كابا)
أليكس وولف (ترينت
كابا)
توماسن ماكنزي (مادوكس كابا)
روفوس سيويل (تشارلز)
إيليزا سكانلن (كارا)
السيناريو :
الأفلام التي يكون المخرج فيها هو المؤلف تحمل معانٍ من أبرزها
على سبيل المثال هو التأكد من أن يكون السيناريو نفس رؤية المخرج و الإخراج
يكون نفس فكر السيناريو, وبذلك تكتمل الرؤية الإبداعية الفنيّة.
أي فيلم ينقسم إلى 3 أجزاء رئيسية في السيناريو
الخاصّ به وفقاً لمدارس كتابة السيناريو.
Act 1
Act 2
Act 3
أي ( بداية – وسط أو ذروة – نهاية).
يبدأ فيلمنا بأسرة (كابا) المكونة من الأب (غاي)
و الأم (بريسكا) و الطفل ( ترينت 6 أعوام) و الطفلة (مادوكس 11 عام) في رحلتهم إلى
منتجع صيفي يقضون فيه أجازة مريحة. يصلون إلى المنتجع و يتم إستقبالهم من قِبل
المدير ومساعدته التي تقدم لهم أحد المشروبات المنعشة كإشارة للترحيب و تبدأ
الأسرة في قضاء وقتها ونعلم أثناء هذا العلاقة المضطربة بين الأب و الأم التي تريد
الإنفصال بسبب شيء لا نعلمه. في وجودهم تظهر بعض الشخصيات في خلفية الفيلم
كالشرطي و هذه الأسرة المكوّنة من طبيب (تشارلز) و زوجته و الفتاة الصغيرة (كارا)
و أم الطبيب. تظهر سيدة يصيبها الصرع فجأة فيظهر الطيب لمساعدتها. يتعرف (ترينت)
على صديق له (أدلب) وهو إبن أخ المدير ويقضيا وقتهما في كتابة رسائل مشفرّة بحروف
إخترعها (ترينت).
أثناء وجود أسرة (كابا) في الشاطيء يأتي المدير ليأخذ
رأيهم فيقولون أن الأطفال يريدون المزيد من المتعة فيقترح عليهم الذهاب إلى شاطيء
في محمية طبيعية فيه كل سبل الراحة و ركوب الأمواج.
هنا يظهر مشهد لا نفهمه عند الفجر في شاطيء. فتاة لا
نعرفها تخلع ملابسها كلها و يظهر خلفها شاب يقف يراقبها وهي تنزل المحيط.
في الصباح تنطلق السيارة فيها أسرة (كابا) و أسرة
(تشارلز) إلى هذه المحمية و إلى هذا الشاطيء حيث يقضون وقتاً ممتعاً. تتوقف
السيارة عند حدود المحمية و ينزلون .. يأخذ (غاي) صندوق الطعام ويتعجب من كمية
الطعام الكثيرة هذه و هذا الكرم.
ينطلقون سيراً عبر الصخور والجبال حتى يصلون إلى شاطيء مهجور,
ليس فيه إلا شاب – هذا الشاب في مشهد الشاطيء – فتتجاهله الأسرتين ويفترشون على
الرمال لكي يبدأوا المرح.
الطفلة (مادوكس) تعرف الشاب الجالس كونه من مغنيّين
الراب.
أم الطبيب تنطلق سيراً بين الصخور التي تحيط الشاطيء.
الطفل (ترينت) ينزل المياة و يقول " لا توجد أي
أسماك" و تظهر خلفه جثة لفتاة فيصرخ..
هنا ينتهي الجزء الأول من الفيلم و نسير معاً نحو
الجزء الأوسط, فنجد أن هذه الفتاة الغارقة هي نفس الفتاة التي خلعت ملابسها ونزلت
الماء و يتهمّون الشاب الذي يقول إنه كان معها ويتفاجأ من ما حدث وإنه جلس ينتظرها
و كان أنفه ينزف.. لا يصدقونه ويبدأ الجميع في الإعلان عن رغبتهم في الرحيل من هذا
المكان.
تلاحظ (بريسكا) شيئاً في ابنها.. لم نعلم ما هو.
أثناء هذا يصل رجل و امرأة (ممرض و طبيبة نفسية
"السيدة المصابة بالصرع") من نفس المنتجع, ويريد (غاي) اللحاق بالسيارة
التي نقلتهما فيقول له الممرض أن السيارة غادرت ولم يفهما رغبة الجميع في الرحيل
إلى أن ماتت العجوز (أم الطبيب) بعد أن فقدت الوعي.
يتعالى التوّتر و الرعب بوتيرة ثابتة.
الممرض والطبيب يتعرفان على (مادوكس) و (ترينت) فيسأله
الممرض كم عمرك, ويردّ (ترينت) عمري 6 أعوام.. لم يصدقه الممرض, كما إنه لم يصدّق
أن (مادوكس) عمرها 11 فقط. هنا تظهر (بريسكا) ولم تصدقّ أيضاً أن من أمامها هما أولادها!
لقد كبر الأطفال.
الفزع و الرعب يرتفعان مع الأحداث..
يحاول من يهرب الهرب ولكنه سرعان ما يفقد الوعي ويجد
نفسه على الشاطيء.
يتشاجر الطبيب مع مغنيّ الراب لإعتقاده إنه السبب – بشكل
ما – و يجرحه في خدّه ولكن الجروح تلتئم في نفس اللحظة.
بسرعة تصاب (بريسكا) بالتعب فنعرف أنها كانت مُصابة بورم
و أن الورم كبر بسرعة و تضخم و لا بد من إستئصاله. يتقدم الطبيب ويشقّ البطن ولكن
الجرح إلتئم, فيقترح الممرض أن يمسك الجميع الجرح فور قطعه حتى لا يلتئم ويخرجوا
الورم. تمت العملية بنجاح وإلتئم الورم بسرعة وفاقت (بريسكا) بسرعة أكبر.
يكتشف الجميع تحللّ البنت الغارقة حتى أصبحت هيكلاً
عظمياً.
هنا يأتي تفسير لما حدث عندما نعلم أن " كل نصف
ساعة تعني سنة ".
وتبدأ التجاعيد في الظهور بسرعة..
يأتي تفسير أيضاً " الخلايا الحيّة هي التي تتأثر
وبالتالي خلايا شعرنا وأظافرنا ميتة فلا تتأثر".
50 سنة سيكبرونها في اليوم!
يكبر الأطفال أكثر (مادوكس و ترينت و كارا) و تبدأ علاقة
عاطفية بين (ترينت) و (كارا) ابنة الطبيب وتحمل في دقائق و تلد طفلاً مات في
لحظتها.
يتزايد عنف الطبيب (تشارلز) و يظهر الإضطراب العقلي
جليّاً و يتفاقم حتى إنه إستطاع قتل مغني الراب.
مع إكتشاف أن جميع من في الشاطيء الآن يعانون من أمراض
مختلفة, فتظهر فرضية أن أصحاب المنتجع يعلمون بوضعهم الصحي و إختاروهم بالإسم و أن
معهم الجوازات و بإمكانهم إخفاء وجودهم.
أثناء كل هذا يختار الممرض الذهاب و العثور على مخرج عبر
الماء فينزل و يفقد الوعي ويغرق.
ينعزل الطبيب بعد قتله للشاب. تحاول (كارا) بعد فقدانها لطفلها
أن تتسلق الجبل إلى الجزء الأخر فوق الصخور ولكنها تفقد الوعي أثناء هذا وتسقط ميّتة.
نتيجة لهذا تنهار زوجة الطبيب و يصيبها الجنون هي
الأخرى.
تقع الطبيبة النفسية المصابة بالصرع في نوبة صرع ثم
تفارق الحياة.
تبدأ علامات الشيخوخة في الظهور لـ (غاي) و (بريسكا) من ضعف
البصر والسمع. نعلم هنا أن (غاي) يعلم بشأن هذا الرجل الآخر في حياة زوجته و يحاول
لومها برفق.
الأخ (ترينت) و أخته (مادوكس) يستكشفان المكان. يجدان مذّكرة
مكتوب فيها :
"قوة الجاذبية المغناطيسية مع وجود الصخور على هذا
الشاطيء بقيت في قاع المحيط طوال ملايين الأعوام و ترسّبت عليها المعادن الخاصة
التي تجمّعت و تسبّبت في تقدّم خلايانا بالسن بوتيرة سريعة"
وإكتشفا كاميرا مراقبة بالأعلى.
إضطراب الطبيب و تخريفه جعله يهجم على (غاي) و(بريسكا)
وهو يهذي بكلمات غريبة و ضلالات و أوهام و قامت (بريسكا) بالدفاع عن زوجها الذي
أرهقه كبر السنّ و العجز و جرحت (تشارلز) بسكين صدأ و تسممّ بسرعة ومات.
تدّمرت خلايا زوجة الطبيب بحيث تلوّى عظمها لأجزاء كثيرة
في جسدها بطريقة مفزعة وماتت.
مع بداية الجزء الأخير من الفيلم نجد الزهايمر
الذي أصاب (غاي) ثم موته و سارعت (بريسكا) وماتت بعده فوراً.
في صباح اليوم التالي.. كانا (مادوكس وترينت) في
الخمسينات من العمر و تذكّر (ترينت) رسالة مشفرّة كان قد تركها له (أدلب) قبل
رحيلهم. أخرج الرسالة وفكّ رموزها و كانت " عمّي لا يحب الشعاب
المرجانية".
قد تحمينا الشعب من تأثير الصخور.
(أدلب) كان يعلم هذا الشرّ ولهذا ساعدهم. نزلوا المياة و
لكن (مادوكس) علقت في إحدى هذه الشعاب!
من يراقبهم وجد تأخرهم في الصعود فقال أن أخر أعضاء
إختبار 73 قد غرقا.
هنا ينتقل السيناريو إلى مختبر أو مؤسسة علمية و
يظهر مدير المنتجع وقال للجميع أن الفشل كان حليفهم دائماً ولكن هذه المرّة نجحوا
و تقدمّ أحد العلماء و قال أن هناك إمرأة مصابة بصرع و عندما وصلت المنتجع أعطوها
الدواء التجربة في المشروب و عندما أرسلوها إلى الشاطيء وجدوا أن لم يأتها الصرع
لـ 8 ساعات و 17 دقيقة أي ما يعادل 16 سنة ونصف.
تعالى التصفيق لهذا الإنجاز العلمي..
" أوجدت الطبيعة ذلك الشاطيء لغرض محدد, فمن خلال
إكتشاف الشاطيء كان مقدراً لنا إختبار الأدوية في يوم واحد بدلاً من تمضية العمر كله".
يستعد المنتجع لإستقبال المزيد من النزلاء بأمراض أخرى.
الشرطي الجالس في المنتجع يظهر له أحد الأشخاص و يقدم له
ورقة فيها أسماء الضحايا في هذا الشاطيء.
يصل النزلاء فيستقبلهم
المدير و المساعدة تقدم لهم المشروب الترحيبي ولكن هناك من يدفعها ثم يقول للنزلاء
" لو مكانكم لن آخذ أي شيء منهم. لقد تركونا نموت. إسمنا ترينت كابا و مادوكس
كابا".
نكتشف بعد ذلك أن بعدما علقت (مادوكس) في الشعاب
المرجانية إستطاعا الإفلات و الإسراع -قبل أن ينفذ الأكسجين- إلى الجزء الأخر من
الشعاب ثم أخيراً وصلوا ... و كانت الأسماك حولهم.
ثم إنتهى الفيلم بإكتشاف الفضيحة والقبض على المدير وفضح
المؤسسة.
السبب الرئيسي لإعجابي بالفيلم والكتابة عنه ليس
القصة بحد ذاتها, ولكن لإتقان السيناريو فلا توجد أي إضافة ولا أي تفصيلة
تم زراعتها في الأحداث إلا وتم حصادها بعد ذلك.
الشرطي الذي ظهر في البداية كلقطة تعريفية كان له دور.
المشروب الترحيبي تم زراعته في البداية و إكتشفنا إنه له
الدور الأكبر في الفيلم.
الرسائل المشفرة التي أرسلها له (أدلب) في بداية الفيلم
كان تمهيداً للنهاية.
الصرع الذي يصيب السيدة و النزيف الذي أصاب الشاب.
الفتاة والشاب في الشاطيء فجراً.
غرق الفتاة ثم بعد ذلك يقول الشاب أنها بارعة في
السباحة, فكيف غرقت هكذا ؟ الأحداث فسرّت هذا.
كمية الطعام الكبيرة التي تدلّ على أنهم سيقضون عمرهم
بأكمله في الشاطيء و أنهم في تجربة لابد أن يتوفرّ فيها سبل الطعام والشراب إلى
النهاية.. إلى النهاية.
الشجار بين (غاي) و (بريسكا) بشأن الإنفصال لقد فهمناه
مع الأحداث.
عدم وجود أي أسماك في الشاطيء كدلالة على الموت و الأسماك التي ظهرت بعد خروجهم من حيز الشاطيء
كدلالة على الحياة.
وبالتأكيد هناك المزيد و المزيد من التفاصيل المهمة التي
أثبتت جدارتها, هذه التفاصيل هي التي جعلت فيلماً كهذا ((فيلم رعب ليس كأفلام
الرعب))
بما أنكم قد شاهدتم الفيلم, ما رأيكم فيه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق