السبت، 31 ديسمبر 2016

أنشودة العام الجديد -قصة رعب قصيرة

مثل نهاية كل عام ,لا بد من وجود طقوس خاصة بهذه الأسرة ,ولا بد من الإحتفال بطريقتهم في المنزل إلى أن تدق الساعة والساعات القليلة التي تليها.
إنها أسرة من أربعة أشخاص ..الأب "فراس" والأم "سارة" والإبن "خالد" والإبن الأصغر "يامن". أسرة مثل أي أسرة مصرية أو حتى عربية تحرص على التشبه بالأفلام الأجنبية التي تتناول إحتفالات رأس السنة ,حتى إن تضمن الأمر مزاح "فراس" عندما يقول .
"سأحضر زجاجة نبيذ لنشربها"
طبعاً هو يمزح ,والأسرة تعلم أنه يمزح ...وكان لابد من هذه المقدمة ,كي تعرفوا حجم الكارثة التي وقعت فيها.
"فراس" عاد صباح تلك الليلة مبكراً كي يجلس أمام التلفاز وكوب الكاكاو في يده وحوله أسرته الجميلة في إستقبال العام الجديد ..ولكنه عاد ومعه لعبة ما.
اللعبة عبارة عن بيانو صغير أسود اللون مخطط بالأحمر ,وفي قاعدته شاشة ضئيلة. إجتمعت الأسرة حول الأب الذي بدأ في الشرح.
"وجدتها على الرصيف عند بائع ما ..إنه بيانو حقيقي"
قال "يامن".
"وماذا عن الشاشة يا أبي ؟"
قام "فراس" بتقليب اللعبة ,فأشارت "سارة" إلى زر صغير على الجانب الأيمن ونظر "فراس" إلى الشاشة التي أخذت تعرض جمل بالإنجليزية تقول "إن إستطاع اللاعب عزف الأنشودة ستقول له عن حظه اليوم" وتحت الكلام زر بمعنى (الصفحة التالية) فضغط على الزر داخل الشاشة وبدأ ذلك الصوت الموسيقي يخرج من الشاشة لينبهر "خالد" و"سارة" و"يامن"..إنها موسيقى مرحة ,ربما لأنشودة ما.. فور أن إنتهت الموسيقي حتى أخذ "فراس" محاولاً الضغط على البيانو ليعزف الموسيقى بسهولة وسط نظرات العائلة وفور أن إنتهى حتى نظر على الشاشة ,ليرى تلك الجملة.
"تهانينا ..مستواك في البيانو ممتاز ..ستصاب بوعكة عائلية فإنتبه"
طبعاً ..يعرف "فراس" جيداً أنها لعبة وأن الغيب لا يعلمه إلا الله ,ولذلك لم يعقب بل إستمتع باللعب والعزف أكثر من مرة وفي كل مرة يرى نفس الجملة. ملّ الأمر وترك اللعبة جانباً وقام ليبدأ اليوم والتسالي ومشاهدة الأفلام والأبراج .
أما "خالد" فهو من شّدته اللعبة ,وأخذ يختبر كل ما تعلمه من أبيه عن البيانو وبالفعل عزف الأنشودة القصيرة ليرى تلك الجملة.
"تهانينا ..مستواك في البيانو متوسط ولكنك نجحت ..ربما حان وقتك "
"يا خالد"
كان صوت أمه .ترك اللعبة وقام ليشرب كوب الكاكاو وليشاهد قليلاً التلفاز ...مر الوقت ولم يبقى على منتصف الليل إلا القليل.
وهذا القليل مرّ أخيراً وغادرت السنة القديمة وجاء العام الجديد ..ولكن يبدو أن قلب الصغير "خالد" رفض أن يكمل المسيرة وتوقف فجأة ...وهناك حيث ترك "خالد" اللعبة تضيء شاشتها "ربما حان وقتك" .
كانت سنة كئيبة مظلمة من أول دقيقة فيها ..
.....
بعد الحادثة بإسبوع قرأ "فراس" خبراً على موقع الفيس بوك يحذر الناس من شراء لعبة "أنشودة العام الجديد" التي تم إصدارها فجأة من جهة غامضة حيث يقول الخبر أن اللعبة شيطانية مصممة لأذى الغير بإستخدام السحر الأسود.
-تمت-

31-12-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق