الثلاثاء، 6 يونيو 2023

أسطورة بطل وصانعه



في عالم كنا نشعر فيه بالإحباط من الصورة المثالية للبطل الذي وجدنا أنه من الصعب أن نصبح مثله أو نقترب من اظفر من أظافر قدمه، ظهر لنا قلم مختلف ربت على قلوبنا قائلاً "انظروا.. هذا البطل أضعف وأوهن وأقرب إلى الموت منه إلى الحياة.. هذا البطل ليس فيه ميزة خارقة مثلكم بالضبط" وعندما نظرنا في تسعينات القرن الماضي إلى صاحب هذا الصوت وجدناه شاباً مصرياً بامتياز بابتسامته عذبة على وجهه وهذه النظارة التي يرتديها كبيرة على وجهه إلى حد ما. كان يبتسم بنفس العذوبة حتى بعد أن سألناه "من أنت يا صاحب هذا البطل؟" وردّ بدوره بنبرة صوت تحمل موّدة؛ شارحة انها في يقظتها تحلم "اسمي أحمد خالد توفيق".

طبيب وجد في عالم الكتابة شغفه، ووجد أن الأبطال في التاريخ والأساطير والأدب يختلفون عنّا لدرجة أننا ننظر إليهم كأنهم أعلى مرتبة منا. بالتأكيد وجد ذلك الطبيب الشاب هذا وتحدّى نفسه وأخرج لنا في مطلع التسعينات كتاباً اسمه ما وراء الطبيعة حيث العدد الأول منه "مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب"، وعندما فتحنا بدايات الكتاب وجدنا الدكتور (رفعت اسماعيل) في انتظارنا.. البطل.

ذلك النحيل القبيح الهزيل المدخن كبرلين.. العجوز والذي لا يمكن لشيء أن يجعله فاتناً الا بذلة كحلية اللون. أي بطل هذا الذي وقعنا في براثنه وأحببناه على مدار ٢٠ عاماً؟ لا أعلم. هل منكم من يعلم؟

أي كاتب أخذ بأيدينا منذ بدايات التسعينات وحتى ٢٠١٨ وجعلنا نتابعه ونجعله بطلنا الخاص وأطلقنا عليه لقب العرّاب سواه؟ كنّا على أتمّ الاستعداد لمتابعته والسير خلفه للأبد، لولا أن الأعمار بيد الله وفارقنا هذا الطبيب الشاب صاحب الابتسامة العذبة والنظارة الضخمة التي أطلّ بها علينا أول مرة ولم ننساه بعدها.. ولن نفعل.

هيثم ممتاز

#العراب #أحمدخالدتوفيق #أحمد_خالد_توفيق #ماوراءالطبيعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق