الأحد، 17 أكتوبر 2021

وحش السلالم - قصة رعب

 


كانت لا تستطيع إزاحة نظرها عن هذه الندبة الأبدية في ساقي. نظرت لي وقالت في ليلة من بدايات فصل الخريف في منزلي.

- إنتي عضّك قرش وإنتي صغيرة ولا إيه ؟
إرتجفتُ من سؤالها الذي سيستدعي قصة أردتُ كثيراً أن أزيلها من عقلي, فكان ردّي.
- لا... مش قرش. يا ريته قرش.
- يا ريته قرش ؟ طب إيه ؟
- بقولك إيه إحنا هنا عشان نزاكر مش أحكيلك التعويرة دي جت منين!
- إحكيلي وبعدين نزاكر.. بليييييز.
نظرتُ لها وقلتُ.
- صدقيني مش هتحبّي دة... مش هتحبّي تعرفي.
ثم وجدتُها فرصة للشرّ و أضفتُ مازحة.
- وبعدين ممكن في يوم تجربي بنفسك.
- قولي بقى متبقيش رخمة.
من النافذة في الحمّام المجاور والتي تطل على السلالم, سمعتُ صوتاً فبلعتُ ريقي وأنا أشفق على نفسي قبل أن أشفق عليها, وضعتُ الكتاب الذي لم نقرأ منه كلمة جانباً و نظرتُ لها.
- أبداً يا ستي.. كنت صغيرة في بدايات المدارس... و كنت نازلة على السلّم. سمعت خطواتي و إبتديت أعدّ أنا نزلت كام سلّمة بس لما وقفت صدفة لقيت إن أصوات خطواتي لسة شغالة. إترعبت جداً و كملت نزول عشان ألحق الباص الصبح... السلالم عندنا زي مانتي شفتي منورة بس لما النور يقطع بتبقى الدنيا ضلمة كحل حتى في عزّ النهار.. مفيش أي شباك للشارع. نزولي إتحوّل لجري و فجأة حسيت بـ بحاجة بتعض في رجلي. معندناش تعابين زائد إن العضّة دي مش عضّة أنياب.. كانت عاملة زي عضّة بني آدم عادي بس كانت كبيرة. صرخت في نفس اللحظة اللي النور رجع فيها و رجلي غرقانة دمّ. قعدتّ عيطت من الوجع و لقيت ماما بتجري عليّا. مش فاكرة إيه اللي حصل بعد كدة بس .....
كانت صديقتي تبحلق في رعباً وأنا أحكي لها ما حدث معي ثم سألتني.
- بس إيه ؟
- لما شافوا أثر العضّة إستعجبوا جداً. إزاي واحد يعضّ واحدة في المستوى دة من الأرض إلا لو كان طفل بيزحف على إيديه و رجليه ؟ وأصلاً مفيش طفل هيعضّ العضّة الكبيرة دي دة فرضاً إن عنده سنان يعني. إستني.
تركتها إلى المكتبة التي تحمل كتبي وأخرجتُ كتاباً إسمه " وحوش " و قلّبت فيه إلى صفحة معينّة تحمل عنوان "وحشّ الخريف".. قلتُ لها أن تقرأ.
أخذتُ أراقبها وهي ترتجف من ما قرأته, ثم نظرت لي في هلع غير قادرة على الكلام و أظنّها غير قادرة على المزاكرة أيضاً... و أصبحت تتحاشى النظر إلى الندبة في قدمي, فالفقرات التي قرأتها كانت تتكلم عن .... ؟؟؟؟ من بعيد سمعنا أصوات الأقدام. قلتُ لها.
- دي ضحكاته.. بيستنى النور يقطع عشان يطلع. أنا عمري ما نزلت ولا طلعت بعد الحادثة دي في الضلمة أبداً في الخريف والشتا.
كانت حقاً ترتجف و تفكّر في سؤال أعلم إجابته فأضفتُ.
- لو النور قطع وإنتي نازلة أو طالعة أي سلّم و جيتي تخرجي موبايلك عشان تنوّري الكشّاف.. خلال الفترة دي يكون نفّذ مهمته والله أعلم بقى هياكل رجلك ولا حظّك هيطلع حلو زيي. إدعي ربنا بقى ميقطعش النور. أنا ممكن أوّصلك لتحت لو خايفة بس.... الكائنات دي بتعيش في كل السلالم.
-تمت-
#خريف_الدم
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق