الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

طارق الموت - قصة رعب

 


تك , أترك متابعة الفيلم و أنظر لزوجتي بجانبي سائلاً, تنظر هي الأخرى إلى الباب و تهمس لي بأن أنتظر فربما هو أحد عمّال الدليفري وأخطأ في العنوان, ولكن... تك تك. أنظر إلى زوجتي قائلاً.

- مين بيخبط الساعة دي ؟
أقوم و أذهب لأنظر من العين السحرية.. لا أحد, وأفتح الباب فلا أرى أحداً.
أعود لها وأنا على وجهي الحيرة, فتسألني.
- مين ؟
- مفيش حد برّة. إنتي متأكدة إنك سمعتي الباب ؟
- زي ما انت سمعت بالظبط.
- أنا قلبي مقبوض..
تنظر لي مليّاً لترى شحوب وجهي و تسأل.
- ليه ؟
- معرفش...
تررررررررررررررن
يرّن الجرس فأشير لزوجتي لكي تردّ وأنا أعلم يقيناً ما الأمر ولماذا ينقبض قلبي, فقد مات أبي و هذه الطرقات على الباب هي طارق الموت أو نذير الموت.
....
تريدون معرفة لماذا إنقبض قلبي ؟ لا الموضوع ليس له علاقة بمرض أبي وأن هذه المكالمة كانت في الساعات الأولى من الصباح, فقد إنقبض قلبي قبل المكالمة كما شاهدتم. فقط الأمر هو ... ما سأقوله مخيفاً.
....
إنه الخريف في قريتي في طفولتي, فكما تعلمون أنا تربيت في طفولتي في الريف قبل أن ينتقل بنا أبي إلى هذه المدينة, و كما تعلمون فقد عشت طفولة مرعبة جداً.
أظن أنكم تعلمون هذه القصّة فقد حكيتها لبعضكم, أما البعض الآخر فقد لا يعلمها ولهذا سأحكيها مرّة أخرى. تقول القصّة التي حدثت في طفولتي أن هناك فتاة – كانت جارتنا – قد تزوجت حديثاً و بعد الأسبوع الثاني من زواجها سمعت طرقاً على الباب أثناء خروج عريسها لليوم الأول من عمله بعد أجازة الزواج و كان الطارق أحد التمرجية في المصحة التي يعملها فيها زوجها و لكنها فتحت عند الطرقة الثالثة و عندما وجدته غارقاً في الدماء قال لها وهو يلهث أن " البيه الضاكتور البقاء لله".
حاول التمرجي أن يشرح لها, فقال لها أنه حاول المساعدة في تركيب طبق الدشّ الجديد و سقط على عمود خرسانة أودي بحياته, ولكنها لم تسمعه و إنهارت على الأرض على الفور و ماتت.
إنتشرت القصّة سريعاً و إنتشرت حكايات وأساطير عن شبحها الطارق وهيئتها و كل هذه الأشياء, وأيضاً إنتشر العلاج و هو كتابة جملة "تعالي بكرة" على الجدران ظنّاً بأن هذه الجملة تؤجل وفاة الأعزّاء لليوم التالي و على أمل أن اليوم التالي لن يأتي أبداً, فمنذ هذه الليلة و طوال السنوات القليلة التالية لها وفي نفس الفصل الخريفي, كانت تطرق الأبواب 3 طرقات قبل وفاة أحد سكّان القرية أو أحد الأقارب الأعزّاء.
قصص وحكايات خرافية ملأت القرية والقرى المجاورة, بل و أخبارها قد وصلت للمدن حتى سُميّت بـ "لعنة الأرملة الخريفية" و تارة تم تسمية الشبح بـ "طارق الموت".
لهذا إنقبض قلبي عندما سمعت الطرقة الثانية وعندما فتحت الباب ولم أجد أي أحد, فقد علمتُ على الفور بوفاة أبي الغالي.. هل تظنّون أنه ربما لم يكن سيموت لو كنتُ قد فتحتُ في الطرقة الأولى أو الثانية و كنت قد تذّكرت عادة القرية و كتبت على جدار بيتي هذه الجملة : تعالي بكرة ؟ أم أنه القدر ؟ عقلي الواعي لا يؤمن بالخرافات, رغم أن عقلي اللاواعي لديه رأي آخر... إنها ليست خرافة. طارق الموت حقيقة.
-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق