الخميس، 21 أكتوبر 2021

إستدعاء - قصة رعب

 


كان يوّد لو قال له "أحبك" للمرّة الأولى قبل أن ترحل غدراً من سيارة غادرة صاحبها أخرق. كان يوّد لو أن "أحبك" هذه هي الكلمة الأولى وليست الأخيرة, أو على الأقل تكون الأخيرة.

عندما وصل له خبر موتها كان ينتظرها في المقهى الذي يتقابلا فيه معاً. إنهار وبكى و صرخ و تجمّع طاقم المقهى حوله و توالت "لا حول ولا قوة إلا بالله" و "إنا لله وإن إليه راجعون" و "البقاء لله" من الجميع. عندما عاد إلى بيته محطم الخطوات و القلب ينزف حزناً, لام نفسه أنه لم يستطع التعبير عن حبّه لها, لأنه كان يخشى الرفض. كان جباناً.
أمضى الأيام التالية يبكي عليها ويفّكر فيها بعد عودته من الدفن والجنازة والعزاء. كان الجميع يعلم أنه كان يحبّها عدا المرحومة نفسها. بكي كثيراً عليها, حتى سأل نفسه..
ألا يمكن لها أن تعود لحظة أقول فيها أحبّك ؟
ألا يمكن إستدعائها لمدة ثانية أقول فيها هذه الكلمة ؟
بحث عن طريقة الإستدعاء حتى توّصل لها و جلس وحده في غرفته المظلمة الحزينة و قام بتلاوة نصّ الإستدعاء حتى شعر بها معه. إبتهج و قال.
- هل أنتِ هنا ؟
اللمسة التي شعر بها على كتفه أوضحت كل شيء. قال لها..
- أنتِ روحها ؟
شعر باللمسة الرقيقة مرّة أخرى.
- هل بإمكانك الحديث ؟
وسمع صوتها العميق من العالم الآخر.
- أنا هي.
وجد نفسه يبكي في حضرتها, و وجد نفسه يتمنى أن يراها.
- هل بإمكانك الظهور ؟
صمتت كثيراً قبل أن تقول.
- أنظر يسارك.
نظر يساره فوجد شبحها. كانت عشوائية و هلامية ولكنّها هي..
- ماذا تريد ؟
بلع ريقه وهو يقول الكلمة التي تمنّى أن يقولها في حياتها.
- أحبك.
نظرت له بلا أي مشاعر, فتساءل : هل للأشباح مشاعر ؟
- هل من ردّ ؟
قالها وهو يتمنى أن تقول و أنا أيضاً.. لكن ماذا بعد أن تقولها ؟ إنها ميّتة و ما أمامه هو شبحها ليس أكثر.
فتحت فمها وقالت.
- وأنا لا أحبّك. كنتُ صديقي فقط! وداعاً...
ثم غابت وإختفت وإختفى صوتها. غابت وتركته مكسور الفؤاد و تمنّى هذه المرّة لو لم يستدعيها و لو لم تحرجه.
هو السبب في إحراجه الرهيب.
عزاءه الوحيد في أنها ربما ليست هي من ظهرت له, وأنه من الجنّ و يخادعه. لكن... كيف له أن يتأكد ؟
لا طريقة للتأكد.

-تمت-
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#هيثم_ممتاز
#عزيف_العفاريت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق