الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

الطابق الثامن - قصة رعب

 


وقف ينتظر المصعد ومعه الحقيبة التي بداخلها الطلب. وصل المصعد وفتح الباب ودلف الى الداخل.. الطلب سيصل الى الدور الثامن, فضغط على رقم 8 و بدأ المصعد في الصعود.

أخذ يراقب صعود المصعد إلى الحائط المصمت ثم صعد إلى باب الطابق الأول, ثم حائط أخر تم الكتابة عليه.
" كيف وصلت إلى هنا أيها البائس ؟ عُد من حيث أتيت"
باب الطابق الثاني تجلّى أمامه. ثم حائط أخر.
" إنزل.. إنزل"
إستمرّ المصعد في الصعود.
باب الطابق الثالث.
"ستموت .. ستموت"
حائط مرة أخرى, وباب الطابق الرابع.
"لا تصعد إلى الطابق الأخير.. أنصحك بالعودة"
هكذا كانت الكتابة على الحائط المؤدي إلى الطابق الخامس.
باب الطابق الخامس.
المصعد في طريقه إلى الأعلى بسلاسة واضحة وفي الحائط التالي كانت الكتابة واضحة وكبيرة.
" ستموت أيها البائس."
من المؤكد أنه شعر بالتوجسّ حتى وإن كانت هذه الكتابات هي كتابات سخيفة مازحة!
باب الطابق السادس.
ثم الحائط المصمت مرة أخرى يقول.
" لقد حذّرناك"
لا يعلم كيف شعر بالحاجة الملحة إلى أن يضغط على زر الطابق السابع قبل أن يصل, فضغط بهلع.
ها قد ظهر باب الطابق السابع, وبدلاً من أن يتوقف المصعد إستمر في الصعود.
الحائط هذه المرة لا يحمل أي كتابة وإن بدا كئيباً حزيناً. أسود اللون.
لقد وصل الآن إلى الطابق الأخير. الطابق الثامن, وفي يده الطلب.
نفض عن عقله كل الهواجس والأفكار المخيفة التى تراكمت, ودفع الباب ليخرج .. نظر إلى الشيك ليتأكد من رقم الشقة. نعم .. هي الشقة في الجهة اليسرى.
إقترب ورنّ الجرس ووقف ينتظر. الحقيقة إنه إنتظر كثيراً فرنّ الجرس مرة أخرى.
بدأ يسمع الخطوات الآتية من الداخل فإستعد وأخرج الكيس من الحقيبة.
بالتأكيد سيفتح له أحدهم ويعطيه الكيس وسيقول له : الحساب 210, وسيعطي له أحدهم هذا 215. خمسة جنيهات من البقشيش بالطبع.
إقتربت الخطوات وسمع صوت فتح الباب.
بالتأكيد هذه ليست مزحة ولا حفلة تنكرية! فالذي وقف أمامه كان أقرب إلى العفاريت منه إلى الشياطين – رغم أنه لا يعرف أشكالهم ولكنه توقّع هذا – إبتسم والعرق يسيل.
- مساء الخير ؟
بدأ هذا المخلوق العفاريتي يخرج من الشقّة ويقترب نحوه, وكاد صاحبنا يهرب لولا أن شعر بالأنفاس التي تتخبط في قفاه وصرخ حيث لم يسمع أحد صرخاته في المبنى المهجور.
هذا ليس ذنبه ولا ذنب الموظف الذي أخذ الطلب من هذه الكائنات ((بالمناسبة هم أعمق بكثير من كونهم عفاريت وشياطين)), بل هذا ذنب الشركة التي لم تتواصل مع أحد الجهات العليا لتعرف أمر هذه البناية بعد حادثة الإختفاء السابقة.
البناية الجديدة التي كلما صعد إليها أحد عمّال التوصيل ودائماً إلى الطابق الثامن يختفي من الوجود.
البناية التي سكنتها أسرة واحدة عاصرت حوادث الإختفاء تلك. هذه الأسرة تعلم أن الطابق الثامن لا يسكنه أحد, فمن أين لهؤلاء العمّال أن يوصلون الطلبات الى هذا الدور ؟
ولهذا .. بدأوا في كتابة عبارات التحذير في المصعد قبل أن يغادروا. لعلّ وعسى.
لكن يبدو أن المكالمات مستمرة وطلبات الطعام مستمرة, وحوادث الإختفاء ستستمر.

-تمت-
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق