الجمعة، 22 أكتوبر 2021

تاك تاك "من الفلكلور الياباني" - قصة رعب


 

تاك تاك

تاك تاك
كانت هذه الطرقات المنتظمة تُطرق على باب منزله. الصراحة, كاد جلده يتمزّق من القشعريرة التي إنتابته. ليس بسبب خوفه من المجهول الذي يطرق بابه في هذا الوقت المتأخر فقط, بل لأن أيضاً هذه الطرقات المنظّمة مذكورة في المراجع التي يتمّ من خلالها رسالة الدكتوراة في "الفلكلور الياباني".
هذا المرجع الياباني كان خاصاً بالأساطير المخيفة في الثقافة اليابانية. ها هي هذه الفتاة التي تعرّضت لحادث قطار أدىّ إلى إنفصال جزءها العلوي عن السفلي وتُركت لتموت و تعود روحها وتقتل الناس وتسألهم السؤال:
- أين قدماي ؟
الأسطورة تقول أنها تظهر فجأة وتلاحقك أينما ذهبت, لا تجد منها سوى الجزء العلوي على الأرض وتتحرك بيديها ومخالبها. تقول الأسطورة في المرجع إنها تقف كثيراً عند أبواب الناس و تطرق هذه الطرقات "تاك تاك تاك تاك" و إنك إن فتحت لها ستسألك السؤال. إن لم تعرف الإجابة فستشطر جسدك مثلها أما إن قلتُ لها عند جسر القطار فستتركك. أما إن لم تفتح الباب من الأساس بعد المرة الثانية فستدخل لك بطريقة لن تفهمها وتجدها أمامك وحشية المنظر و لن تسألك هذه المرّة.. ستقتلك فوراً.
لكن ... هذه أسطورة كما أنها يابانية وليست هنا. مسح العرق عن جبينه وهو يلقي السمع على الباب. هل ستطرق الطرقة الثانية و الأخيرة قبل أن تدخل بمعرفتها ؟
نظر إلى المرجع أمامه وهو يقول...
- هراء. إنه بالتأكيد أحد الجيران. أو أحد المعارف أو أي شخص.
لكن إن كان أحد الجيران أو المعارف أو أي شخص فلماذا إكتفى بهذه الطرقات المنظّمة ؟ لماذا لم يرنّ جرس الباب ؟ مسح عرقة الذي يسيل بغزارة و ...
تاك تاك
تاك تاك
ها هي الطرقة الثانية. قام من أمام المرجع و خطا خطواته نحو الباب ولكن يبدو أن خطواته كانت بطيئة أكثر مما ينبغي, حيث سمع صوت الفتاة التي تتحدث باليابانية و بما إنه يفهم اليابانية من دراسته فقد إرتجف من الجملة التي سمعها.
كانت هذه الجملة هي ...
" إنتهت فرصتك يا سيّدي. أراك بعد قليل"
كان قد أمسك مقبض الباب و إستجمع شجاعته وعندما فتح الباب لم يجدها. شعر بالخطر أكثر وأكثر و ندم من أنه لم يفتح عند الطرقة الثانية.. ما أدراه أنها هي ؟ لم يكن له أن يتأكد.
أغلق الباب وسمع صوت جرّ جسدها من خلفه وهي تقول..
- ها أنا قد وصلت. ضاعت الفرصة.
وهكذا, فإن أخر ما رآه قبل أن تمزّقه هو فتاة قبيحة المنظر واقفة على الجزء العلوي من جسدها ويدها تستند على الأرض و أمعائها تخرج منها لتدمي الأرض.
لم ينتبه هذا المسكين إلى جملة كانت مكتوبة في المرجع الياباني في الصفحة التي لم يقرأها بعد. تقول هذه الجملة أن الفتاة تأتي لكل شخص يعرف قصتها.
جملة قصيرة هي, ولكن لو كان قرأها في البداية لكان قد نجا و نجونا, ولكن المرجع قد خدعه و خدعنا جميعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق