الاثنين، 25 أكتوبر 2021

الحاج دراكولا 2 - قصة رعب كوميدية

 


شربات فراولة ؟

بعد أن كدت أتقيأ من تقززي لهذا المشروب الأحمر كالدم, نظرت خطيبتي (سارة) وقالت "ضحكنا عليك".
وجدتُ نفسي أضحك من هول المزحة وأنا أنظر لهم, كنتُ وقتها أفكرّ في أن أفسخ الخطوبة في أسرع وقت ولكن خفّة دمّ العائلة جعلتني أبتلع المزحة وقال حماي.
- يا راجل يا طيب... تتوقع هنسقيك دم كدة في أول قعدة ؟
نظرتُ له وقلتُ.
- أومال في تاني قعدة ؟
ضحك وهو ينظر لإبنته وقال.
- أكيد بعد ما ندبسك و تتجوزها.
ضحكتُ على مزحته (هل هي مزحة فعلاً ؟). نظرتُ إلى ساعتي وقلتُ.
- أنا إتأخرت لازم أمشي دلوقتي.
قالت حماتي (عزيزة).
- تمشي إيه ؟ ما تقول له حاجة يا كولا ؟
قال عمي كولا .. أقصد حماي (سعيد دراكولا).
- تعالى أفرّجك على القصر.
- لا معلش خليها يوم تاني.
- يوم تاني ؟ طب أقسم بالله العظيم مانت ماشي إلا لما تشوف باقي القصر.. قوليله حاجة يا سارة؟
قالت (سارة).
- متضايقش بابا بقى..
وجدتُ نفسي مضطراً للإنصياع. قمتُ معه و صعدنا السلالم الطويلة العتيقة. وصلنا لآخر دور الذي كان مظلماً كالـ كالموت مثلاً ؟ ربما.. حتى الرائحة في هذا الطابق تفوح منها رائحة الموت. نظر لـ (عزيزة) و (سارة) وقال.
- هتيجوا معانا للطرقة ؟
سحب من جانب الحائط نبراساً ثم أشعله بقداحة في جيبه في الوقت الذي قالتا فيه.
- لا هنقف هنا.
نظر لي وقال.
- خايف من إيه ؟ مفيش حاجة تخوّف هنا.
في الحقيقة كنت مرعوباً ولست خائفاً. حاولت أن أبدو كالشجعان وقلتُ.
- لا أنا مبخافش و الحمد لله..
- لما نشوف.
ثم تقدمني نحو الممر القديم وقال.
- تعالى ورايا..
سرتُ و إبتعدت عن حماتي و خطيبتي. سمعتُه يسألني.
- طبعاً إنت عرفت عيلتنا إيه.
- دراكولا ؟
- بالظبط.. و دة معناه إيه في رأيك ؟
- إنكم مصـ مصاصـ ...
- مصاصين دماء و الدور اللي إحنا فيه دة أجدادي فيه...
- أفندم ؟ حضرتك عايز تقول إن الدور دة مقبرة ؟
- لا مش مقبرة بالمعنى الحرفي... أجدادي فيه ومش ميتين و مش نايمين مستنين حاجة تصحيهم برضه.
دخلنا الممر و هذا الباب بجانبنا على اليمين. توقف وقال.
- هنا أبويا الله يرحمه..
طرق الباب و قال.
- بابا ؟
توّقف قلبي لوهلة عندما سمعتُ الصوت من الداخل يقول.
- فيه حاجة يا سعيد يابني ؟؟
نظرتُ لحمايا في ذعر الذي أشار لي كي أصمتُ ثم قال للمرحوم والده.
- أنا هنا معايا خطيب بنتي.. حفيدتك يابا.
- خطيب حفيدتي ؟! دمّه عامل إيه ؟
الذعر جعلني أثبّ عدّة خطوات للوراء وأنا أسمع صوت الحركة خلف الباب. أمسك حماي ذراعي و همس لي.
- إجمد كدة أومال.. متخافش.
ثم نظر للباب وقال.
- يا حاج.. دة خطيب بنتي. مالي بدمّه. زائد إنت عارف...
ثم شدّني من يدي لنكمل سير. حاولت أن أسير معه على الرغم من إنهيار أعصابي هذه اللحظة. وصلنا إلى باب آخر وقال لي.
- تحبّ أعرّفك على جدّي ؟
- أبوس إيدك يا عمّي بلاش!
ضحك وقال لي.
- هبقى أقول له.
- أه والنبي.. إبقى قول له من غيري.
لكنّه شدّ يدي مرّ ة أخرى وقال لي..
- بس لازم أعرّفك على جدّي الكبير.. اللي بنى البيت دة.
شهقتُ وأنا قلتُ له.
- دراكولا اللي في الأفلام ؟
- دول ممثلين اللي بتشوفهم في الأفلام دي. زائد إنك مش هتشوفه. هتكلمه من ورا الباب بس..
- ينفع... تقول له من غيري بعد ما أمشي ؟ أنا عايز أروّح.
- للأسف مينفعش.. دة البركة بتاعتنا ولازم يتعرف عليك وإلا مفيش جوازة يابني و سارة بنتي هتروح منك.
كنتُ أريد أن أقول "طب ما تروووح والله أنا الكسبان" لكن صمتُّ و حنيتُ رأسي و إستسلمتُ لأنني أحبّها حقاً.
وصلتُ إلى نهاية الممرّ معه حيث الباب العتيق الأعتق من كل الأبواب. هذا الباب الضخم الذي تقبع وراءه طاقة مريبة أشعرتني بالرهبة. همسّ حماي عندما إقترب من الباب.
- جدّو الكبير الكونت دراكولا صاحي ؟
من الداخل سمعتُ أعتق صوت يمكن أن أسمعه على الإطلاق. توّقعته أجشّ النبرة وأضخم ولكن ما سمعته كان صوت العجز الذي يتخلله الوهن والضعف.
- أهلاً بسعيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد...
- خلاص يا جدّو.. أنا هنا معايا خطيب بنتي.
- يا أهلاً وسهلاً يا أهلاً وسهلاً.
أشار لي حمايا كي أقول شيئاً فقلتُ مضطراً..
- إحم. أهلاً بـ بـ حضرتك.
سمعتُ من الداخل الصوت الواهن يقول..
- ثواني يابني.. عايز أتعرف عليك. عايز أشوفك.
وإذ بمقبض الباب العتيق يتحرك و يتحرك و يتحرك.
-يتبع-
خلصت الحلقة و بإذن الله هخلص الحلقة الثالثة و هتنزل بعد الهالويين 🎃 كل سنة وانتم سفاحين 😈
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق