الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

لا تنظر لها كثيراً - قصة رعب



هل ترى هذا المتحف ؟ إن دخلت إلى القاعة ((1ب)) في الدور الثاني ونظرت يمينك سترى لوحة هي أكثر اللوحات لعنة على وجه الأرض. ملعونة لدرجة أن لوحة الرجل الصارخ و لوحة الطفل الباكي هما هراءً بجانب هذه اللوحة.
لقد تحمّست. أليس كذلك؟ خُذ تذكرتك وفي حفظ الله. أه لحظة... لا تنظر إلى اللوحة أكثر من 20 ثانية, عموماً لا تقلق فسوف ألحق بك وأصطحبك إليها.
ها نحن مرّة أخرى. ما رأيك في المتحف من الداخل؟ ستبهرك الأشياء أكثر. تريد أن ترى اللوحة الآن ؟ تعالى معي و نصعد هذا السلّم. هيّا ندخل القاعة 1. سندخل القاعة الملحقة ((ب)).
هل ترى في اليمين هذه اللوحة التي لا ينظر إليها أحد؟ أخفض عينيك الآن و إقترب. لن أنظر معك ولكنك ستنظر.. تذّكر ألا تنظر أكثر من عشرين ثانية يا سيّدي.
قد مرّت الثواني. الآن أخفض عينيك وهيّا نبتعد من هنا. ماذا؟ لا تستطيع أن تخفض نظرك عنها؟ سأشدك الآن بعيداَ عنها.
ها قد إبتعدنا عن القاعة كلّها. قُل لي يا سيّدي ما الذي حدث؟؟
هل تعلم أنك نظرتُ لها أكثر من عشرين ثانية ؟ أنت في خطر! هل تدرك هذا؟
ما الذي حدث إذن؟
قل لي ماذا رأيت ؟
...
أعلم أنك قد إنبهرت بجودة رسم البورتريه الطبيعي جداً لشخصية من القرون الوسطى. دقّة الرسم الشخصي في عصر يسبق عصر النهضة هي معجزة فنيّة في عصر كان الرسم الديني هو المُسيطر.
أعلم أن نظرة عين هذه الشخصية قد تشدّ النظر ولكني قلتُ لك لا تطيل النظر يا سيّدي. لماذا ضعفت؟
...
يعجبني هذا السؤال الذي لم يسأله أي أحد لي من قبل : لماذا هذه اللوحة ملعونة ؟
إليك القصة. في القرن الثالث عشر في النمسا كانت تعيش هذه الشخصية المرسومة في اللوحة. كان سياسياً لم يذكره التاريخ إسمه "فريدرش سلوج". في ظروف تعنّت الكنيسة في أوروبا في هذا الوقت وتحريم الفنّ إلا على جدران هذه الكنائس و الرسومات المقدّسة, رغب "فريدرش" في رسم نفسه و عندما لم يجد أي فنان يقبل عمله بل ويحرّمه, قام برسم نفسه بنفسه و قد تجلّت موهبته العظيمة في رسم هذه التفاصيل.
الصبر يا سيّدي. سأجيبك الآن.
بعد رسمه للوحته و علم البابا و العامّة فقد غضبوا كثيراً بسبب الكُفر الذي فعله هذا السياسي و لم يغضب هؤلاء فقط. شعروا السحرة أنه يهين القوانين العليا و كانت النتيجة هي أنهم أطلقوا لعنة قاتلة على اللوحة, فذات يوم نظر "فريدريش" إلى اللوحة – لم يكن يدري بشأن اللعنة التي أطلقوها على عمله – و مكث أكثر من 20 ثانية ينظر إليها و بعدها بساعات مات بسكتة دماغية.
قررّ بعض أفراد الكنيسة والعامّة حرق اللوحة بعد موته ولكن كل من فكر في حرق اللوحة إختفى من الوجود لتظهر جثته بعد أيام. أخيراً أشاع أحد السحرة بين العامّة بشأن اللعنة في اللوحة فباتت ملعونة في نظر الجميع.
تركوها في قبو مظلم مئات السنين حتى عثر عليها أحد الماركيزات و قُتل بعدها, و هكذا مات إبنه و جميع من رأى اللوحة أكثر من 20 ثانية وعادت الأقاويل بشأن اللوحة على مرّ السنوات التالية. بعد تركها لبضعة سنين في قبو ومعها ورقة التحذير, تم جلبها إلى هذا المتحف و تم وضع ورقة بجانبها تقول "خطر.. لا تنظر أكثر من 10 ثواني" على سبيل الإحتياط ولكن هذه الورقة تم إتلافها مع الزمن وكان هذا لا يهمّ, فسمعة اللوحة الملعونة لا تحتاج إلى ورقة تقول هذا.
نعم يا سيّدي أنت نظرتُ أكثر من 20 ثانية, لذلك إنتبه كثيراً إلى نفسك.
إنتهت قصّة هذه اللوحة.
إلى اللقاء...
وفي سرّي أقول "وداعاً يا سيّدي فسوف ترحل عن العالم بعد ساعات بسبب هذه اللوحة الملعونة."

-تمت-
#طلّع_الخوف_اللي_جواك
#عزيف_العفاريت
#هيثم_ممتاز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق