الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

الرجل الذي لا تحبّه صورته - قصة رعب

 


أخذ يقضّم أظافره وهو ينظر إلى صورته الوسيمة و تساءل السؤال المروّع.

- لماذا لا تحبني صورتي ؟
...
إذا نظرت إلى هاتفه وألقيت نظرة على المعرض ستجد مئات ومئات الصور الشخصية التي صورّها بطريقة ((السيلفي)) و مئات الصور التي صورّها أصدقائه له. كم كان مولعاً بتصوير نفسه, حتى بعد أن قالوا له.
- البنات فقط لديهن هذا الهوس.
كان يضحك ويبتسم وفي نفسه يقول. " عليهم اللعنة".
هو يحبّ تصوير نفسه وهذا ليس عيباً ولا حتى حرام.
لا يترك أي موقف أو مناسبة أو فترة راحة إلا ولابد أن يلتقط بعض الصور المتوالية. نفس الإبتسامة ونفس النظرة الواثقة و نفس الوجه ونفس ((الفلاتر)).
ذاكرة الهاتف معظمها من الصور التي يلتقطها لنفسه. نعم هناك بعض الصور مع الأهل والأصدقاء ولكنه لا يجد راحة التصوير إلا وهو الوحيد الأوحد في الصورة.
ذات مرّة أراد تجربة إحدى ((الفلاتر)) فأعجبته الصورة جداً.
أخذ يتأمل هذه الأشياء الظريفة التي تحدث حوله في الصورة وقررّ نشرها كالعادة في مواقع التواصل الإجتماعي.
بحث عن ((فلتر)) آخر.
أعجبته الصورة أيضاً.
شعر بالسأم من هذه الصور المعتادة فقرر ترك التطبيق و تنزيل تطبيقاً أخر بـ ((فلاتر)) أخرى.
ها هو يجربّ هذه الصورة.
لقد أعجبته الصورة و بعدها إنطفأ الهاتف.
بالخطأ ؟ قال في نفسه, فأعاد تشغيل الهاتف.
عندما دخل إلى المعرض كي ينظر إلى صورته الأخيرة وجدها ولكن الهاتف وقع من يده, فقد شعر بكهرباء تسري من الهاتف.
أخذه من على الأرض وهو في أشدّ العجب. عندما أعاد تشغيل الهانف للمرة الثانية وبعنادِ دخل المعرض كي يتأمل في صورته الجديدة و وجد ملامح الغضب في وجهه وصورته تنظر له بعنف.
- لا أحب هذه الصورة!! لا أحبك فيها.
من صدمة الصوت الخارج من الهاتف ترك الهاتف يسقط من يده, وأخذ يرتجف. من الرعب الذي أصابه أخذ يتوترّ وهو ينتظر الشجاعة التي تجعله يسحب الهاتف ويرى الصورة.
- بالتأكيد هلاوس.. أنا مرهق. نعم.. نعم.
واتته الشجاعة أخيراً وسحب الهاتف و أخذ يقضّم أظافره وهو ينظر إلى صورته الوسيمة و تساءل السؤال المروّع.
- لماذا لا تحبني صورتي ؟
كاد هنا أن يتوقف قلبه لولا أن لحقه الناس عندما سمع صورته الوسيمة الغاضبة تقول.
- لأنك غيرّت التطبيق. لم تعجبنا – معشر سكّان الصور الإلكترونية - صورتك الجديدة على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق