الأحد، 24 أكتوبر 2021

الطفل المسخ - قصة رعب

 


عندما حلّ الليل وجد نفسه مرغماً على لقاء صديقه الذي أصبح يخيفه. كان الصديق يأتي له في الماضي ويجلس معه و تبدأ فقرة اللهو و المرح واللعب, و قبل الفجر يقول له الصديق سأراك غداً.

إذن ما الذي حدث ؟
ما حدث هو أنه مع الوقت بدأ يتساءل : من أين يأتي صديقي ؟ والسؤال الأخطر و الأهم هو : إذا كان صديقي هذا في نفس سنّي و حجمي عندما كنتُ في الخامسة فلماذا عندما كبرتُ لم يكبر هو ؟ ها أنا في العاشرة وهو مازال في الخامسة!
كانت هذه الأسئلة هي ما جعلته لا يشعر بالراحة مع صديقه هذا الذي يزوره كل ليلة, فالآن عندما يحين الليل يراه في غرفته فجأة مبتسماً قائلاً.
- هل إشتقت لي يا صديقي ؟
حسناً. نحن نعلم أنه عندما حلّ الليل وجد نفسه مرغماً على اللقاء ونعلم أن الصديق قال له : هل إشتقت لي ؟ الحقيقة أن الطفل قال في عقله : هل لك أن تكفّ عن زيارتي؟ فقط قالها في عقله, لكن إختفت الإبتسامة من على وجه الصديق وسأله.
- ماذا ؟ ما الذي فعلته أنا ؟
- أنت تخيفني
- هذا جيّد.
- لقد سئمت مصاحبتك.
هزّ الصديق رأسه و نظر إلى الطفل وقال.
- أنت تريدني أن أرحل ؟
- لو سمحت!
- سأرحل ولكني سأحبّ هنا إخافتك يا صديقي.
لكن الطفل إلتفت و تحاشى النظر إليه و سمع خطوات الصديق تقترب. ثم شعر بهذه اليدّ على كتفه, و كانت اليدّ قوية الملمس حارقة الشعور, فإلتفت بقوة متألماً كي يرى صديقه المسخ أمامه مباشرة صارخاً.
- أنت ترفض صداقتي أيها الأحمق ؟ ستندم أشدّ الندم. سأستمتع بإخافتك جداً...
ثم ضحك ضحكة مخيفة جعلت الطفل مفزوعاً أكثر من فزعه عند رؤيته. سقط الطفل على الأرض متألماً وهو يرى الصديق واقفاً ووجهه البشع يتبدل إلى وجوه بشعة أخرى ويقول.
- لم يحبّك أحد غيري ولن يحبّك أي أحد أيها التافه.
عندما شعر الطفل بأنفاس الطفل المتسارعة تقترب من وجهه أغمض عينيه بقوة و هو يدعو الله أن ينجيه من كل هذا في داخله فلم يستطع النطق.
- لن يصادقك أي أحد لإنك صديقي بمزاجك أو رغماً عنك.
قالها الصديق المسخ بصوته المخيف, وبالفعل لن يصادقه أي أحد فقلبه الصغير توقف عن النبض بينما و المسخ نظر إلى جثة صديقه و قال منتصراً.
- الآن سنلعب سوياً.
-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق