الخميس، 11 يونيو 2020

إنتقام - قصة رعب قصيرة


يصحب "دك" إبنته "نل" من الحضانة بعد يوم عمل ممل في مكتب المحاسبة .. ينبغي أن يودع إبنته المسكينة إلى صديقته المفضلة "سارة" ويذهب بعدها الى المنزل ليحظى بساعتين أو ثلاثة من القيلولة.
الساعة الآن الرابعة ولديه الوقت لهذا كله قبل أن تأتي الدورية التي خصصها لنفسه في "أوبر".
كانت "سارة" من أفضل أصدقائه ..فقد تعرّف عليها في هذا الملهى الليلي قبل ثلاثة أشهر..أي بعد طلاقه من "جاين".
آه "جاين".
كلما تأتي "جاين" في عقله يصاب بغصة في الحلق ..يكرهها ويكره ما فعلته فيه. كانت "جاين" زوجته المضطربة عقلياً ..كانت ستذبحه يوماً ما أثناء نومه لولا أنه شعر بالقلق وإستيقظ ليراها جالسة بجانبه والسكين على حلقه. لقد جرحته يومها.
كره "دك" لـ "جاين" لا ينحصر فقط في هذه الحادثة بل كانت مجنونة فعلاً . الكلام البذيء لا يغادر شفتيها أبداً.
يذكر مرة كان قد عاد من عمله و دخل منزله ليجدها ترمي له ملابسه وحاجياته وتصرخ في وجهه ..كل هذا لماذا ؟ لأنها حلمت أنه يخونها فظنت بالفعل أنه يخونها. كان يحلم فعلاً أن يخونها ولكنه كان خائفاً منها.
يذكر أيضاً أنه في ليلة لم يكن يرغب فيها ومع ذلك فقد قامت وسحبت السكين وأجبرته على ممارسة الجنس معها وإلا فستذبحه.
هنا عرف أنه فاق التحمل وبدأ في إجراءات الطلاق وبالفعل حصل على الطلاق وحضانة إبنتهم.
بعدها بيومين كان في عمله وبينما هو على مكتبه ..جاءه العامل وقال له "هناك إمرأة تريدك" فدخلت "جاين" وفي يدها المسدس وأطلقت النار عليها وأصابت كتفه ,وكانت نتيجة هذه الحادثة هي القبض على "جاين" وإيداعها في مستشفى الأمراض العقلية.
يذكر كل هذا متألماً ولكنه ينتبه إلى أن كل شيء على ما يرام.
بعدما ترك منزل "سارة" عاد الى المنزل ..منزله ..فقد حان وقت الراحة.
وصل الى المنزل ودخل الى البهو المعبق برائحة الأتربة و برائحة ما كان يفتقدها ..على الفور وصلت له الصورة الذهنية لهذه الرائحة على شكل "جاين". إنقبض قلبه فجأة ..إلتف حوله ..أنصت .. لا شيء.
صعد الى الدور الثاني ودخل الغرفة .. بدّل ملابسه ,و فتح التلفاز وبدأ في التمدد على السرير.
كانت أخبار الساعة الخامسة .. المذيعة تقف وتعلن خبر هروب ثلاثة من مرضى المستشفى العقلية عنبر النساء وتم القبض على إثنين بينما لم يعثروا على الثالثة. إنقبض قلبه أكثر.. بدأ يسترجع الأنقباضة التي جائته بالأسفل .تباً . أيعُقل أن تكون "جاين" من هؤلاء الثلاثة ؟
ربما .. تكون هي الثالثة.
ربما ..تكون تلك الخطوات بالأسفل هي خطواتها.
قام وإنقطعت الكهرباء.
تحرك ببطء وإصطدم بالآف الأشياء أثناء سيره ..الخطوات بالأسفل تقترب أكثر وأكثر . مد يده كثيراً أمامه حتى يجد ما يصلح كأداة للدفاع والقتل إن أمكن. وجد في نفسه القدرة للكلام فقال.
"هل هناك أحد ؟"
أين وضع هاتفه ؟ عاد الى السرير وتحسس فوجد الهاتف ..عمر البطارية 4% ..قام بتشغيل الكشاف ,يعلم أن البطارية لن تصمد لدقائق آتية ولكنه على الأقل سيتمكن من الرؤية في هذه الدقائق . سحب بسرعة طافية سجائره الحديدية كسلاح.
إلتفت خلفه نحو مدخل الغرفة .تحرك ببطء وخرج من الغرفة .
2%
سيتم غلق الهاتف بعد 30 ثانية.
إنه الآن هالك يا محالة .. 20 ثانية.
بدأ يلتفت بطريقة جنونية حول نفسه .
10 ثواني.
لمح جسدها من بعيد ,لمح هذه السكينة التي تحملها ,لمح ملامحها الجنونية.
وأخيراً ..بدأ الظلام التام ,وأخذ يطوح الطافية أمامه في جنون وفي جميع الإتجاهات.
هذه الخطوات إقتربت منه أقرب مما يلزم ,ثم ... شعر بألم حارق في رأسه وفقد الوعي.
عاد الى وعيه مرة أخرى عندما سكبت جردل الماء عليه ..شهق بعنف وبدأ في فهم الوضع حوله. هو في الحمام ونائماً على الأرض ..يداه مقيدة أسفل ظهره. وقدماه مقيدتان بحبل.
كانت الإضاءة موجودة , و "جاين" واقفة تنظر له وعلى وجهها نصف إبتسامة. تمسك سكيناً بيد ومبرد باليد الأخرى وتحك السكين بالمبرد كتسنين للنصل.
أليس المشهد مألوفاً ؟ إنها تشبه الجزار وهو يشبه الخروف.
لماذا لا يستطيع الكلام ؟ إنتبه الى وجود اللاصق على فمه.
" هل تعلم يا دك ؟ كنت أحلم بهذه اللحظة كثيراً حتى أثناء زواجنا"
إقتربت منه.
"كنت أدعو أن لا أموت قبل أن أذبحك ..هل تعلم لماذا ؟"
...
"لإنها المتعة يا عزيزي ..لم أستمتع بالجنس مثلما أستمتع كلما تخيلت هذا المنظر حتى أثناء الممارسة"
نزلت ووضعت السكين والمبرد جانباً وإقتربت منه ,وربتت على رأسه.
"لماذا لم تطلب مني هذا ؟ كرهتك لإنك لم تطلب مني أن تموت على يدي أيها الفاجر "
بدأت في شد رأسه.
"كنت تعاملني كأنني شريرة وقاسية ..ليتك تفهم أن هذا ما أريده ,كنت أريد أن أكون أنا الجزار وأنت الخروف. أنا الإله وأنت العبد"
عادت إبتسامتها إليها وهي تقول.
"أرجو أن تستمتع الآن معي يا عزيزي ..أوه  ..بالمناسبة .. ما أخبار إبنتنا مع حبيبتك؟"
زادت إبتسامتها قوة بينما وتضغط على هذه الحروف.
"لا يهم ..سأذهب إليها ومعي رأسك يا عزيزي"
...
"أنت آذيتني كثيراً "
...
"لماذا لم تمت عندما اطلقت عليك الرصاص ؟ لماذا عاندتني ؟"
...
شدت رأسه بشدة .
سحبت السكين من جانبها وبدأت في ذبحه ..من الوريد إلى الوريد.
بدأ يصرخ من تحت اللاصق.
وقفت بينما الدماء تندفع بقوة نحوها ..قالت في مرح.
"ألم أقل أنها المتعة يا عزيزي ؟ "
"أوه نسيت"
قامت بفك يديه وقدميه وسحبت اللاصق من فمه.
أخذ يندفع بعنف ..تحولت صرخاته إلى خوار.
"المتعة يا دك ..المتعة"
...
...
لا تمت سريعاً ..
وقفت تراقبه في نشوة.
ركلته في سادية .
...
قطعت عنقه في النهاية.
أمسكت رأسه وهي تبتسم وخرجت من الحمام وهي تقول.
"هيا بنا يا دك لنزور إبنتنا ..ستفرح لأننا معاً. هل قلت لي ما عنوان سارة ؟ "
                                   


-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق