الخميس، 22 ديسمبر 2016

رؤيا المُحتضِر (قصة رعب قصيرة)

رغم أن الموت حقيقة تجب على كل ما يحيا على هذه الأرض ,ألا أنها حقيقة مؤلمة. ليس الألم هنا هو ألم لحظة الموت نفسها ,بل ألم ما يراه المُحتضر. لا تظن أن الميت يموت هكذا ..ولا تظن أن منظر ملك الموت وحده فقط من يفزعه ويقتله ..هناك أشياءً كثيرة رأها الموتى ولا أحد منهم ذكرها ,ومن منهم يعود أصلاً ليقول ويحكي ؟
قال الجميع في هذا الموقف ,أنه لن ينجو ..فإن نجا من الذبحة الصدرية ,فلن ينجو من الشيخوخة المتقدمة المعمّرة .إعتبر الجميع أن أمر موته أمراً حتمياً ,ولكن من يقبل بهذا ؟ عجباً لأمر الإنسان الذي يعتبر ويفترض موت أحبائه أو موته شخصياً ,وإن حدث لا يقبل !.الجميع حوله ينظرون له يطمئنون عليه ,فيفتح عين ويغلق أخرى ويضيق صدره ويعرف أنه سيموت الآن ..كيف عرف ؟ لا أعلم ولكن يبدو أن الموتى يعرفون أكثر مما نعرف قبل موتهم.
نظر حوله ,فلم يجد أسرته فقط  ,بل رأى وبصره اليوم حديد أقزاماً تقف ناظرة إليه ,تعمل وتحمل أحمالاً .رأى أسيادهم أطول منهم وأعظم قواماً ,وأشدّ غلظة وقبحاً منهم من يبتسم في تشفٍ له ولهم معاً .ليس لديه الوقت ليدرك أن العالم الذي يراه الآن ,لم يراه عائلته ..فهذا العالم موجود معهم بعيداً عن الأنظار .
فتح عينيه أكثر ,ليرى كائنات أخرى شيطانية ,تقترب منه لتضحك وتضحك وهم يشيرون إليه ...أغمض عينيه حتى يخفي مناظرهم البشعة .ثم فتحها ,ليجد تلك الكائنات المشعة تقترب من بعيد ..لم يركز على ملامحهم بل كان يركز على الخلاص من هذا العالم البشع ..وبالفعل كان الخلاص على أيدي تلك الكائنات البيضاء ,فقد أسلمهم روحه في النهاية.
لم يدرك أي أحد من الأسرة ,بشاعة ما رأه الفقيد ..بل لا أحد يعلم بهذا الشأن ,ولكن حتماً سيعلمون وسيمرّون بالتجربة عندما يقترب ويحين أجلهم وأجلنا جميعاً ووقتها سينكشف الغطاء لنرى العالم الحقيقي كما خلقه الله بمخلوقاته الأخرى ..وبشياطينه ,وبملائكته.

-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق