الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

المُعيدة (قصة رعب قصيرة)

هذه المعيدة في الجامعة "هبة" قد أنهت عملها كأول يوم دراسة ,لتجلس في الأتوبيس أخر اليوم ..يظهر التعب على وجهها وعلى البالطو الأبيض الذي تحمله كذلك.
"هل من الممكن أن أجلس ؟"
سمعت ذلك الصوت موجه لها ..فنظرت إلى صاحبة الصوت ,فتاة من المؤكد أنها طالبة ..ثم نظرت إلى الكرسي الفارغ بجانبها فهزتّ رأسها .
تحرك الأتوبيس و"هبة" تنظر من النافذة ,تراقب الأجواء الشتوية الجميلة بالخارج ..سمعت صوت من بجانبها تقول.
"إسمى علياء طالبة هنا ..من المؤكد أنك معيدة ! فأنا قد رأيتك العام الماضي في المحاضرات"
"أهلاً بكِ يا علياء"
تبتسم "علياء" ثم تنظر إلى النافذة ناحية "هبة" لتقول.
"أجواء الشتاء مرعبة أليس كذلك ؟"
"إلى حد ما ..نعم"
تنظر "هبة" إلى "علياء" هذه فتلاحظ أن الفتاة شاحبة جداً ..فتسألها.
"أنتِ على ما يرام ؟"
"بالتأكيد يا دكتور"
تهزّ "هبة" رأسها ,وتخرج هاتفها وتضع السماعات في أذنيها طوال الطريق ..والطريق طويل جداً .
في منتصف الطريق قامت "علياء" فإنتبهت "هبة" ..وفجأة توقف الأتوبيس وإنفتح الباب ونزل السائق هنا قالت "علياء".
"تشرفت بمعرفتك يا دكتور"
"إلى أين ؟"
"إلى منزلي ..هنا"
نظرت "هبة" إلى الخارج فلم تجد أي مساكن أو أي شيء ..ألا أنها هزتّ رأسها وقالت.
"تشرفت بمعرفتك"
نزلت "علياء" وعاد السائق وأكمل سيره قائلاً.
"حدث عطل وتم تصليحه"
"هبة" متعجبة جداً ..ونظرت إلى حيث نزلت "علياء" فلم تجدها ولكنها وجدت المقابر على مرمى البصر ..لم تنتبه كثيراً .
في صباح اليوم التالي ..بالصدفة وجدوا زملائها يتحدثون عن فتاة إنتحرت السنة الماضية بسبب نتيجتها السيئة في تلك المادة ..وبالصدفة ايضاً تتذكر "هبة" أن تلك المادة كانت مادتها وهذا الإسم "علياء" كان من أولئك من جعلتهم يرسبون فيها ربما ظلماً. لا يمكن لها أن تخطيء في ذاكرتها ..ولا يمكن أن تخطيء أن من قابلتها أمس كانت روحها وأن الفتاة ميتة !!

-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق