الخميس، 22 ديسمبر 2016

ليلة مع عصفور (قصة رعب قصيرة)

كان أخر ما يذكره "عيسى" أنه كان جالساً مع أفراد عائلته ليلاً في الهواء الطلق في المصيف ,يتحاكون حول أمور السماء وأمور الأرض ...أتعلمون أن الجان تحتنا بالظبط ؟ بل تعلمون أنهم حولنا ؟ أتعلمون أن ظلّك هو قرينك ؟ في هذه المجالس الليلية العائلية تكثر الإفتراءات والأكاذيب حول عالمنا ..فأي منطق يقول أن الظلّ هو القرين ؟من المؤكد أنهم جهلة تماماً بأمور الضوء والفيزياء والعلوم عامة ..هؤلاء البشر هم نفس الصنف الذين يقولون أن الجن ليس لديه عمل في حياته سوى تتبعهم ..هذه الإفتراءات أمقتها وأمقت قائلها ومروّجها وخاصة أمثال "عيسى" هذا.
"عيسى" هو الراعي الرسمي للإفتراءات علينا ,لابساً زي أنه الفاهم العارف الفقيه ..فتارة يقول أنه يرانا ونجلس معه نحتسي الشاي ! وتارة يحكي حكايات ملّفقة عن كتب سحرية قرأها وظهرنا له وأخفناه قليلاً ...كنت اتمنى فقط أن يعلم "عيسى" بأنه لو قرأ فعلاً تلك الكتب وظهرنا له فلن نتركه عاقلاً ,أو لن نتركه حياً على الأكثر.
"عيسى" كان جالساً تلك الليلة حول عائلته التي تخاف ,وكان هو يتلذذ بخوفهم من ذكرنا فيفعل أشياء ساذجة بيده ليخيف كبيرها قبل صغيرها أثناء الكلام والهراء الذي يقوله ويصدقونه ...كل هذا إعتدناه من بشري مثل هذا ,ولكن الأمور إزدادت سخافة وأصبح يألف تعاويذ أمام عائلته حتى تخاف وتضحك وتمرح .
"بحق صعوئيلو أقبلوا فنحن هنا سهائيلو ميلان فيكو "
وطبعاً أنا وقفت وقتها انظر إلى معنى هذا الذي يقوله ..ليس له معنى ولكنه يستخف بنا حتماً ..صبرنا وصبرت حتى أخذ يتحدث عن أمور تخص اعراضنا مثل.
"الجن يتزوج الإنس لإنه يريد الجنس والمتعة"
"الجان معظمهم لديهم العضو الذكري والأنثوي في نفس الوقت"
"الجنيات يعشقن البشر ويهيمون بهم حباً وعشقاً"
أي كلام في أعراضنا وأعراض بناتنا وذريتنا حتى يجلب إهتمام العائلة الموقرة. ومن أنتم أيها البشر حتى نموت في "دباديبكم" كما في مصطلحكم ؟
مادام بدأ "عيسى" يتحدث في أعراضنا وشرفنا ,كأننا حيوانات لا عقل لنا ..هنا إقترحت على عشائر الجن لعقد إجتماع ,وبعد الإجتماع أصدرنا قرارنا.
"تأديب البشري المدعو "عيسى" هذا"
وكان أخر ما يذكره "عيسى" هو جلوسه مع عائلته ,قبل أن يجد نفسه في حضرة الرؤساء نائماً على ظهره مقيداً ,منتظراً الحكم.. وكان الحكم مخففاً هذه المرة على عكس ما تمنيت .
"ليلة واحدة يبيتها مع "عصفور السّحاب" في زنزانة "
طبعاً "عصفور" هذا هو مخلوق نحن أنفسنا نخاف منه ,هو منّنا ولكنه أبشع بمراحل وأكثر جبروتاً ..تلك الليلة أكيد سيقضيها "عيسى" في أشد الذعر من المنظر الذي سيراه ومن عمليات التعذيب المبتكرة التي لن تجدها سوى عند "عصفور".
فقط ليلة واحدة ,وبعدها سيعود إلى عائلته فاقداً عقله ,معتوهاً ,والأهم والأهم فاقداً حاسة البصر التي لن تتحمل رؤية "عصفور".

-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق