الخميس، 28 أبريل 2016

حياة واحدة لا تكفيني!

"أنا لا أقرأ زاهداً عن الحياة ..ولكني أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني"
هذه الجملة الشهيرة كان للعقاد صاحب الفضل في قولها ,وهو لا يبالغ في هذا ..بالتأكيد ليست مبالغة أدبية.
القراءة تزيد أعماراً عديدة فوق عمرك.
ألا تصدقني ؟ دعني أثبت لك بالمنطق.
عندما تمسك أي كتاب –ليست بالضرورة رواية – وتبدأ في القراءة ,فأنت حينها أخذت خبرة كاتب الكتاب نفسه ..عصارة أفكاره ..السنين الطويلة التي بذلها في البحث والتدقيق ..عمره بأكمله .أنت –يا عزيزي- أخذت كل هذا مقابل بضعة جنيهات ثمن الكتاب!
ألا يدعو هذا للعجب ؟
العملية كأنك أخذت عقله ووضعته مكان عقلك ..هكذا بمنتهى البساطة ,ولك أن تتخيل عندما تقرأ عدة كتب لكتّاب متنوعين ,فكم إذن من العقول والحيوات والسنين والخبرات أخذتها ؟
وأيضاً ..للروايات التي يظنها البعض تفاهة ,دور مهم لك.
فأنت عندما تقرأ رواية فأنت هنا تمر بنفس التجارب –داخل عقلك- التي مر بها البطل ,فعقلك لا يفرق بين ما هو حقيقة وما هو خيالي ..فعندما تقرأ أن البطل مر بكذا كذا ,فإن عقلك يتعامل مع الأمر كأنك أنت من مرّ بهذه التجربة .
أنت حرفياً تعيش حياة فوق حياتك ,فالبطل عندما يذهب إلى دول وأماكن كما في روايات دان براون ,فأنت هنا عشت حياة أخرى فوق حياتك ..ذهبت إلى أماكن عديدة وأنت جالساً في منزلك .كل هذا بسبب القراءة.
العبقري "عباس محمود العقاد" فهم هذا الأمر.. وأنا أيضاً فهمت هذا الأمر ,ولذلك فعندما تسألني كم عمرك ؟سأقول لك مئات السنين ! رغم أن شكلي يقول إني شاب في العشرينيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق