الخميس، 28 أبريل 2016

القراءة كنز لا يفنى.

في أحدى الليالي ,شعرت بالملل ..فقمت لاسحب كتاباً من مكتبتي وجلست وقمت بفتح هذا الكتاب ...كان يتحدث عن خرافات علم النفس ..وكان كلما قرأت ,كلما أحسست بالنهم الشديد تجاه هذا العالم ,فقمت بتفصح الصفحات وأخذ من كل ما تراه عيني بقدر ما أستطيع ,حتى شبعت فأغلقت الكتاب.
في ليلة أخرى ,رأيت أن الواقع أصبح يفرض نفسه على نفسي ,فقمت وتحديت واقعي وسحبت رواية ..كانت الرواية تتحدث عن رحلة درويش من أرض تبريز ,فرحلت معه وقابلت معه جلال الدين الرومي هذا العالم الفقيه الشاب ..وتعلمت منهما الكثير من التسامح والحب .إنتقلت من واقع مرير إلى واقع أخر جميل ..أنهيت الرواية ثم عدت إلى واقعي ,ولكن ليس بالعقلية التي كنت بها من قبل ..بل عدت وأنا احمل تجربة ما كنت سأعيشها بدون أن أقرأ وأذهب في تلك الرحلة الذهنية الطويلة.
أعزائي ...هذه ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها عن القراءة ,بل لن تكون المرة الأخيرة التي أقدّس فيه القراءة ..وأعتبر أن من العار أن تكون إنساناً خلق الله لك عقلاً كي لا تستخدمه في النهاية !
أنا أؤمن بشدة من أن من لا يقرأ ,فهو في أشد أنواع التعاسة على هذه الأرض ..فتعالوا معي أذكر لكم عدة فوائد قصيرة للقراءة .
القراءة ترفع من درجة وعيك للحياة .. صدّق أو لا تصدّق.
القراءة ترفع من درجة تعمقك في اللغة والقواعد والأسلوب ,إذا كنت كاتباً.
القراءة هي أداة المعلومة ..والمعلومة هي أغلى الأشياء في هذه الحياة ,فأين ستحصل على معلومة ستغير حياتك إن لم تقرأ ؟
القراءة تجعلك تأخذ خبرات غيرك دون أن تخوضها ...هناك شخص ما أفلس عدة مرات وذكره في كتابه مثلاً في مجالك ,فأنت عندما تقرأ تجربته ونصائحه فستوفر على نفسك الكثير والكثير .
القراءة هي تنفيس للمشاعر السلبية التي تشعر بها طوال اليوم
وغير كل هذا .. القراءة كنزُ لا يفنى !
صدقني ...
كنز لا ولن يفنى أبداً ..وإلا ما كان أول أمر إلهي هو " إقرأ ".

سجن الزمان والمكان .

هل نقع جميعاً في سجن الزمان والمكان ؟
ربما ..لمَ لا ؟
ألسنا مرتبطون بأعمال نذهبها ؟
شركات ومكاتب مقيدون بها ؟؟ ألسنا مرتبطون أيضاً بأوقات محددة تسمى أوقات الدوام ؟ من الساعة كذا إلى الساعة كذا ؟
كل ما ذكرته هنا هو سجن ,ينبغي أن لا نترك أنفسنا فيه أكثر من هذا ..فالزمان والمكان المشروط هو ضد الحرية .
الحرية لا تتحقق من خلال التقيد ..ولاسيّما لو كان هذا التقييد هو تقيد الزمان والمكان
فأنت محتم عليك إجبارياً أن تذهب إلى وظيفتك ,تجلس مثلاً على مكتب طوال الـ 8 أو 9 ساعات !
أنظر حولك إلى من نجحوا ..سترى أن فكرة تقييدهم بالزمان والمكان هي فكرة ملغاه من ذاكرتهم .هم لا يحبون التقييد مطلقاً ..وأنا كذلك عن نفسي .
ولكن – للأمانة – الفرق بين هؤلاء القوم وبيني ,هو أنهم تحركوا حتى خرجوا من سجن الزمان والمكان ,أما أنا فأكره هذا التقييد ..وشتّان بين أن تكره الشيء فقط وأن تتحرر منه مطلقاً.
وأعلم يا صديقي العزيز ..أن الزمان والمكان مسخّرين لبني أدم وليس العكس .
وفكرة التوظيف التي تبني عن عدد ساعات عمل محددة ,وفي مكان محدد ..هي فكرة فاشلة تماماً ,وإن كنت موظفاً ترى أن مكانك يريحك ,فلا بأس فأبق فيه ..فأنت درجتك في الحياة أن تكون موظفاً روتينياً حتى المعاش ,أما أنا فدرجتي هي أن أكون عظيماً إلى أن أموت .
والعظمة هي صفة منافية للتقييد!
الزمان والمكان هم ملكي أنا ..أكون في المكان الذي أريده أنا أن أكون فيه ..في الزمان الذي أريده أنا!
هكذا ينبغي أن يكون تفكيري وتفكيرك ..
وهكذا تكون حياتي ..
ولتبقَ الوظيفة لمحبي الرقّ والسجون ..وبالتأكيد لسنا منهم.
هيثم ممتاز

الوظيفة لعنة القرن!

عندما قال الأستاذ العقاد متحدثاً عن وظيفته الحكومية
« إن نفوري من الوظيفة الحكومية في مثل ذلك العهد الذي يقدسها كان من السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها.. فلا أنسى حتى اليوم أنني تلقيت خبر قبولي في الوظيفة الأولى التي أكرهتني الظروف على طلبها كأنني أتلقى خبر الحكم بالسجن أو الأسر والعبودية.. إذ كنت أؤمن كل الإيمان بأن الموظف رقيق القرن العشرين »
فعندما كتب مقاله عام 1907 "الإستخدام رق القرن العشرين" متحدثاً بغلظة عن الوظيفة التي كادت أن تدمر أحلامه ! لم يكن مخطئاً في هذا تماماً.
فأنا رأيي مثل رأيه تماماً ..فأحلامك التي أنت تريدها أمامك ,لن تأتي مادمت تعمل في وظيفة سواء حكومية أو خاصة !!
فأنت لا تملك الوقت الكافي ,للسعي في أحلامك ..فأنت تمضي ساعات طويلة إما جالساً على مكتب عقيم وتقوم بأعمال أعقم ..يا إما تعمل عاملاً يأخذ هذا من هنا ويضعها هناك ..هذه هي حياتك ..وهل أنت خُلقت لهذا فقط ؟
ألم يخلقك الله حراً ..أليست لديك أحلاماً ؟
سأنصحك نصيحة يا صديقي العزيز سمعتها يوماً أو ربما قرأتها يوماً ,وهي أنك إن لم تكن لك أحلاماً وتوظف الأخرين في سبيل أهدافك ,كنت أنت أداه في أحلام الأخرين.
وإني لأجدها صحيحة تماماً ,فلو تأملت وظيفتك الحكومية ستجد أنك ترس يعمل من أجل أهداف الحكومة .. ولو تأملت وظيفتك الخاصة فستجد أنك ترس يعمل أيضاً في سبيل تحقيق الأهداف الربحية والمالية لصاحب الشركة ..بينما هو يجلس واضعاً ساقاً على ساق.
تعمل هذا ,وتوافق على أن تكون مجرد ترس لا أكثر ,إن أصابه خلل كسروه ووضعوا مكانك ترساً أخر ! هل هذه هي الحياة التي تتمناها ؟ فأنت بهذا الشخص تقتل أحلاماً وتذبحها من الوريد إلى الوريد!
نعم .. رحمك الله يا أستاذي العقاد ,الموظف رقيق القرن العشرين ..والحادي والعشرين أيضاً.
الموظف يمارس جهوده في سبيل إرضاء المدير ,مقابل بضعة أموال ..مع أنك إن إنطلقت من كل هذا السخف وذهبت لتحقيق أحلامك معي ستجني أموالاً أكثر من تلك الأموال .هذا إن كان هدفك في الحياة هو المال ,وإني أظن أن هذا تفكير خاطيء يا صديقي.
يكفي أنك تفعل ما تريده وما تحبه ,حتى لو المال يأتي بالقليل ..هذا عندي خيراً من أن تبقى أعواماً تعمل في الوظيفة ,سواء إنتقلت من وظيفتك السابقة إلى أخرى ..ففي النهاية أنت إنتقلت من سجن إلى أخر.
في كتاب لـ ريتشارد تمبلر إسمه "لا أريد المزيد من الجبن ,بل أريد الخروج من المصيدة " يتحدث الكاتب عن فكرة أن العمل والإغراءات السخيفة هي جبن يعيقك عن الحرية وتحقيق أحلامك.
والآن إنطلق وتحرر وقم بتحقيق أحلامك ,فكونك تريد أن تزور العالم بأكمله مثلاً لم تحققها الوظيفة المقيدة التي تحتم عليك عدد معين من الأجازات ,وأن تذهب إلى الوظيفة في ميعاد محدد وتغادرها في ميعاد محدد أيضاً..
يا للسخف ......
وسأذكر لك الآن مقولة قالها والت ديزني ,ستختصر لك كل كلامي :
" ستحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها"
هيثم ممتاز

إنتبه! أنت في الطريق الخطأ.

ماذا إن قلت لك عزيزي القاريء ..أنك في الطريق الخطأ.
نعم ,فمعنى أنك لم تحقق أحلامك بعد ,فإنك بلا شك في الطريق الخطأ وعليك فوراً أن تعيد التفكير في أحلامك وأهدافك وتضع خطة أخرى وأن تبدأ الآن.
نعم ..أنا أوجه كلامي لك أيها اليائس ..فأنت إن ظننت أن الحياة هي السبب ,وإن ظننت أن من حولك هم السبب ,وإن ظننت أن وظيفتك هذه هي السبب ...فأنت مخطيء تماماً لأنك السبب.
عليك الآن أن تعود ..وتفكر .ما الخطأ ؟
كأي آلة تعطل هناك خطأ يجعلها تعطل ..أليس كذلك ؟ وكذلك أحلامك ..فكر ما الخطأ ؟
والخطأ غالباً يكون فيك أنت
هنا تكون قد تخطيت أول الطريق ..فلتكمل معي هيّا.
هل أنت كنت تسير طوال الفترة الماضية في طريق أحلامك ؟ بالتأكيد لا وإلا تكون قد وصلت أخيراً.
تعال نسأل سؤال أخر ...
لماذا كنت أسير طوال هذه الفترة في الطريق الخطأ ؟
إذا كنت تظن أن الظروف هي من جعلتك تسير في هذا الطريق ..فأنت مخطيء.
بل أنت من سرت في هذا الطريق بمحض إرادتك ,فأنت لست تحت التنويم المغناطيسي !
هنا فكر في الخطة التي كنت تضعها ..التي بالتأكيد لم تعد تجدي نفعاً ..فكرت ؟
إلغها من عقلك تماماً ..نعم إلغ تلك الخطة الفاشلة ..ولا تخف ,فالفشل هنا ميزة .
هنا ضع خطة أخرى تماماً عن ما قبلها لطريق أحلامك ..ولا تكن كسولاً وإبدأ من الآن .
وحاول أن تدون تلك الخطة بتاريخ قاطع ولا تكتف بجعلها داخل عقلك ..حتى تكون حُجة عليك يا صديقي.
أخر خطوة أحب أن أقولها هي أن تنظر إلى تلك الخطة كل شهر وإسأل نفسك بكل أمانة.
هل هذا هو الطريق الصحيح ؟
هل هناك أي تحسن ؟
إن وجدت نفسك تقول "لا" أنا كما أنا ..لا تغيير .
إرمي الورقة وإبدأ الخطوات الماضية من جديد ..ولا تيأس ,فالأحلام لا تعرف اليأس.
لا بأس إن فشلت في خططك ..فالعظماء كلهم فشلوا مرات ومرات قبل النجاح ..قبل الخلاص.
وعليك أن تكون عظيماً ,لأنك بالفعل هكذا.
هيثم ممتاز

حلم الثراء ووهم الوظيفة .

من منّا يعمل في وظيفة ,تأتي له بالمال المحدود ,ويكرهها ؟
أعتقد أن الكثيرين هكذا ..الكثير منّا مقيّد بسلاسل الوظيفة ..وفي النهاية يتمنون الثراء ! تمنّوا.
عليك أن تقرأ طوال الوقت كتب من نوعية "كيف تصبح ثرياً " ,وعليك أيضاً أن تعمل في وظيفتك وتتقاضى في نهاية الشهر مبلغاً محدوداً ,لو إدخرته بأكمله –بدون مصروفات –ستصبح مليونيراً بعد 80 عاماً.
هكذا التعارض بين الوظيفة والثراء.
الأثرياء لا يعملون عند أحد ..بل غيرهم من يعمل عندهم.
الأثرياء لا يتقاضون ألف أو ألفين في الشهر ..بل ألف أو ألفين في الساعة.
هكذا هم الأثرياء ,وهكذا هم نحن الموظفين.
أنا لست هذا لأذكر حلولاً في كيف تتخلص من الوظيفة وتصبح ثرياً ..وإلا كنت أستفدت من هذه الحلول أولاً ,ولكن أنا هنا لأدعو دعوة خالصة لكل قاريء يقرأ هذا المقيلة (تصغير مقال في لغتي الخاصة) أن تفكر في حلمك وإن أردت أن تكون ثرياً ,عليك فقط أن لا تجعل المال والثراء غايتك ..فكر في حلمك وركزّ عليه فقط وكل شيء سيأتي لاحقاً.
ولا يوجد على وجه البسيطة من هو أحسن مننا عقلاً.
بل كلنا سواء ..والفرق فقط كما قال "بيل جيتس" هو أننا كلنا نملك 24 ساعة ,والذكي فقط هو من يستغل تلك الساعات المعدودة ,فالساعة التي تذهب لا يمكن إرجاعها إلا من خلال آلة الزمن فقط ....
هيثم ممتاز

العظماء في سن الـ 25

يعتبر سن الـ 25 من السنين الممهدة لتحقيق الأحلام ..وإذا نظرنا إلى حياة المبدعين والعظماء سنجد أنهم وهم في سن الـ 25 حققوا إنجازات بسيطة تمهد لهم نجاحاتهم التي سنعرفهم بها فيما بعد ....
سأعرض لكم هنا بعض النماذج ..عندما كانوا في سن الـ 25 ,ماذا فعلوا ؟
على رأس هؤلاء العظماء والناجحين نجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,كان حينها قد تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد ,وكان يعمل بالتجارة وقتها ..إلى جانب تعبده منذ هذا الوقت في حراء عام 596 ميلادياً .
وبالنسبة للعلماء المسلمين سنجد العالم الحسن ابن الهيثم كان حينها مهتماً لقراءة أبحاث وما توصلوا إليهم العلماء قديماً مثل أرسطو .. عام 990 ميلادياً.
ونجد أيضاً إبن سينا الذي كان حينها يعمل طبيباً في بلاط السلطان ..هذا إلى جانب أبحاثه التي كان يجربها في الطب والفلسفة والمنطق عام 1005 ميلادياً .
وبالنسبة للقادة قديماً ..كان الإسكندر الأكبر حينها في معركة غوغميلا مع الفرس 331 قبل الميلاد .
وكان صلاح الدين الأيوبي حينها في بلاط نور الدين محمود ..ومن العسكرين المقرين له .وكان أيضاً حينها يدرس العلوم 1163 ميلادياً.
وفي عصر النهضة في أوروبا ,نجد ليوناردو دافنشي الذي كان حينها رساماً شاباً مساعداً للرسام "فيروكيو" 1477 ميلادياً.
جاليليو كان حينها قد حصل على إجازة التدريس في جامعة بيزا لتدريس الرياضيات 1589 ميلادياً.
إسحاق نيوتن كان حينها قد عاد إلى كامبريدج وزامل كلية الثالثوت ..وكان حينها قد اُنتخب لوظيفة أستاذ للرياضيات المرموقة 1667 ميلادياً
وفي العصر الحديث ..سنجد القائد نابليون كان حينها قد حصل على رتبة العميد .. 1794 ميلادياً
توماس أديسون كان حينها في بيو آرك يعمل في مكرر صوتي 1872 ميلادياً.
وكان أينشتاين حينها قد عمل في مكتب التسجيل السويسري .وقام في ذلك السن بتحضير الدكتوراه عام 1904 ميلادياً.
وفي الأدباء العرب سنجد عباس العقاد كان حينها قد كتب كتاب "ساعات بين الكتب" عام 1914 ميلادياً ,
وطه حسين كان حينها قد حصل على الدكتوراه ,وأوفدته الجامعة إلى نابولي بفرنسا لمتابعة التخصص والإستزادة من العلوم المختلفة 1914 ميلادياً .
وأخيراً ,سأتطرق إلى عباقرة البرمجة والكمبيوتر فنجد ستيف جوبز كان حينها رئيساً لشركة "آبل" وكان حينها قد حقق قفزة هائلة إلى القمة للشركة 1980 ميلادياً.
وبيل جيتس كان وقتها قد شارك مع شركة آي بي إم للنهضة بمايكروسوف 1980 ميلادياً.
كل هذا حققوا فقط في سن الـ 25 ,وكل هذا تميهداً للقمة وللنجاحات المتتالية التي سيحققونها .
وفي النهاية ..دعني أسألك سؤال .
إذا كنت في الـ 25 أو تخطيتها بسنوات , ماذا حققت فيها ؟
وإذا كنت لم تصل بعد إلى الـ 25 ,ماذا تريد أن تكون قد أنجزت حينها ؟
فصاحب هذا المقال ..في سن الـ 25 وإنجازاته التي حققها في هذا العام , وهو أنه نشر روايتين وقام بنشر المقالات في موقع "مقال كلاود" .... كل هذا في الـ 25 فقط.
هيثم ممتاز

حياة واحدة لا تكفيني!

"أنا لا أقرأ زاهداً عن الحياة ..ولكني أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني"
هذه الجملة الشهيرة كان للعقاد صاحب الفضل في قولها ,وهو لا يبالغ في هذا ..بالتأكيد ليست مبالغة أدبية.
القراءة تزيد أعماراً عديدة فوق عمرك.
ألا تصدقني ؟ دعني أثبت لك بالمنطق.
عندما تمسك أي كتاب –ليست بالضرورة رواية – وتبدأ في القراءة ,فأنت حينها أخذت خبرة كاتب الكتاب نفسه ..عصارة أفكاره ..السنين الطويلة التي بذلها في البحث والتدقيق ..عمره بأكمله .أنت –يا عزيزي- أخذت كل هذا مقابل بضعة جنيهات ثمن الكتاب!
ألا يدعو هذا للعجب ؟
العملية كأنك أخذت عقله ووضعته مكان عقلك ..هكذا بمنتهى البساطة ,ولك أن تتخيل عندما تقرأ عدة كتب لكتّاب متنوعين ,فكم إذن من العقول والحيوات والسنين والخبرات أخذتها ؟
وأيضاً ..للروايات التي يظنها البعض تفاهة ,دور مهم لك.
فأنت عندما تقرأ رواية فأنت هنا تمر بنفس التجارب –داخل عقلك- التي مر بها البطل ,فعقلك لا يفرق بين ما هو حقيقة وما هو خيالي ..فعندما تقرأ أن البطل مر بكذا كذا ,فإن عقلك يتعامل مع الأمر كأنك أنت من مرّ بهذه التجربة .
أنت حرفياً تعيش حياة فوق حياتك ,فالبطل عندما يذهب إلى دول وأماكن كما في روايات دان براون ,فأنت هنا عشت حياة أخرى فوق حياتك ..ذهبت إلى أماكن عديدة وأنت جالساً في منزلك .كل هذا بسبب القراءة.
العبقري "عباس محمود العقاد" فهم هذا الأمر.. وأنا أيضاً فهمت هذا الأمر ,ولذلك فعندما تسألني كم عمرك ؟سأقول لك مئات السنين ! رغم أن شكلي يقول إني شاب في العشرينيات.

رأيك خطأ ..ولكن يحتمل الصواب


دعني أسألك سؤال, ولتجب عليه بمنتهى الصدق .
"ماذا إن جاء أحدهم وقال رأيه في شيء عكس رأيك تماماً "
أتهاجمه ؟
تحاول أن تجعله يغير رأيه ؟
تقول رأيك ؟
تفكر في رأيه فمن الممكن أن يكون صحيحاً ؟
أنت إن كنت من النوع الأول ..فأنت ضيق الأفق .
وإن كنت ممن يريدون الجميع مثله ..فأنت متسلط .
وإن كنت ممن يقولون رأيهم ولا يبالون بالرأي الأخر ..فأنت متحفظ.
وإن كنت ممن يفكرون في ما يعتقدونه وهل هو صحيح أم لا ..فأنت شخص سوي عقلياً.
كثيراً ما نجلس ونعرف أشخاصاً نعايشهم يومياً .. يقولون أراءً مخالفة لما نعتقده ...أحياناً نغضب ونثور بل وندافع عن ما نعتقده ,دون حتى أن نتوقف لحظة ونسأل .
"هل ما نعتقده صحيح أصلاً ؟"
"ماذا إن كنت مخطئاً ؟"
وأعتقد أننا لا نملك الجرأة الكافية كي نسأل أنفسنا هذه الأسئلة ..فالطبيعة البشرية تكره الإعتراف بالأخطاء ..نرفض أن نعترف بأننا كنا مخطئين ..الكبرياء ..الكرامة ..الإيجو.
في نهاية قولي , أدعو الله دعوة صادقة ..بأن تفكروا في هذه الخاطرة ,مجرد رأيي.
ورأيي صواب يحتمل الخطأ ..ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

حوار مع أديسون (قصة)

أنا الآن جالساً وأمامي رجلاً من أعظم الرجال الذي أثروا في العالم ..عبر العصور . "توماس أديسون" وما سيلي هذا هو الحوار الذي أجريته مع هذا العبقري .
أنا : العبقري أديسون ...عندما أجرى معك صحفي حواراً وحاول السخرية منك قائلاً ..أنت أعظم فاشل في التاريخ ..وبكل بساطة قمت أنت بالرد عليه قائلاً " لست فاشلاً ولكني توصلت إلى عشرة الآلآف طريقة لا تعمل لإختراع المصباح ..هل تصدق إن جملتك هذه ألهمتني ؟
أديسون : هذا بديهي ..فأنا لا أؤمن بأي شيء على وجه الأرض إسمه فشل ..بل كلها كانت محاولات ولم تصل بي إلى ما أريده.
أنا  : وماذا تنصحني إذن ؟
أديسون : أنصحك بأن لا تتوقف أبداً ..إستمر في فعل ما تريده ..حاول بشتى الطرق ..فبالتأكيد هناك محاولة ما ستعمل معك .
أنا : جيد جداً ..هل تؤمن بأن حياتك الآن كانت على عكس حياتك في طفولتك ؟
أديسون : هل لك أن توضح قليلاً ؟
أنا : أعني ..لو شخص عادي قالوا له في صغره إنه غبي ,لما وصل إلى ما وصلته أنت عندما كبرت .
أديسون : بالفعل قالوا لي أنني غبي ولكن أمي كانت ترى عكس ذلك وهي ما دفعتني لترك المدرسة والإختراع.
أنا : إخترعت المئات من الإختراعات ..ما الدافع الذي جعلك تفعل كل هذا ؟
أديسون : عندما تريد أن ترى العالم يستفيد منك بأي شكل ..فبالتأكيد ستفهم قصدي.
أنا : عظيم جداً ...سيد أديسون ,هل هناك وصفة سحرية لأحقق أهدافي كلها ؟
أديسون :كما قلت لك .لا تتوقف ..إستمر حتى لو كان الجميع ضدك .
أنا : أمممم ..أسعدني جداً الحوار معك يا سيدي .
أديسون :أعلم يا سيد هيثم بأنك ستجد الكثير ممن يتربصون بك ..الكثير من المنافسين ..لا تلتفت إليهم وإستمر للأبد إلى نجاحاتك .
وهكذا إنتهى حواري الخاص مع "توماس أديسون" مخترع المصباح الكهربائي ..والظريف في الأمر أنني كنت أحاوره أسفل المصباح الخاص به الذي إخترعه بنفسه .
دمت عظيماً يا سيد أديسون ..

هيثم ممتاز